Wednesday, January 27, 2016

قلب بلوتو الكبير

قلب بلوتو الكبير




mohammed suwaidi article
أطلقوا عليّ اسم "نيو هورايزن" أي الأفق الجديد (New Horizons) وصنعوا لي ألواحاً كراحتَي مؤمن إن رفعتهما للشمس منحتني القوّة والحياة والسّير بسرعة خاطفة تطوي المسافات، سرعة تفوق 56 ألف كم في السّاعة الواحدة ومنحوني عينين كعيني صقر وعقلاً يقلّب في أسرار الكون، وأُلْتُ إلى خفّة الكائن التي لا تحتمل. صرت أقدر أن ألفّ محيط الأرض في أقلّ من نصف ساعة من الزمن.
وفي يوم 19 يناير من 2006 ، راقبوا الفضاء، وأحصوا نجومه وشموسه، طالعوا كواكبه، ودفعوا بي للأبعد منها، إنه بلوتو، الكوكب الذي اشتُقّ اسمه من اسم إله العالم السّفلي.
وبعد ثماني ساعات كنت ألوّح للقمر كسميرٍ قديم عارج في السماء بقلب نابض إلى الفضاء اللامتناهي.
لقد مضى عام على سفري وها أنا أبلغ المشتري وأهمس في أذنه أحقّا أنت ربّ الآلهة كما كانوا يزعمون؟ وبعد تسعة أعوام من السفر الذي لا يكل تراءى لي بلوتو من بعيد، وفي يوم 17 تموز من عام 2015 بعثت أوّل صورة له، وقلت جذلاً: إليكم سكّان الأرض أوّل صورة لقلب بلوتو الكبير.
في وحشة هذا الفضاء الذي لا يكفّ عن تمدّده وكأن ريحاً كونية تنفخ فيه، شعرت بالحنين إلى أوّل منزل، فالتفتّ كما يفعل البشر الآن وكما فعل أسلافُهم من قبل، فلم أتمكّن من رؤية منزلي، هل عصفت به إحدى الحروب الكونيّة التي تنشب أظافرها على سطحه؟.
ثم يمّمت عينيّ شطر الشمس، وأهل الأرض لا يعرفون شيئاً أكثر توهّجاً منها، فلم تكن سوى رأس دبّوس، فتذكرت حملة مصابيحها في الكتب الصفراء، وضحكت في سرّي. إنّها لا تختلف عن ملايين النجوم من حولها، بل هي أصغر كثيراً وأبرد.
ثم قلت لنفسي إن 4500 مليار كيلو متر كافية لأغفر للشمس عدم سطوعها كما تفعل على كوكبنا الذي يئنّ تحت وطأة حرارتها اللافحة.
وكيف لها أن تبدو لي كما عرفتها من هذه المسافة وهناك مليارات الشموس في مجرتنا تفوقها حجماً وتوهّجاً.
ففي مجرتنا درب التبانة وحدها، هناك 200 مليار شمس، فمن ذا الذي يُصدّق أن لرأس الدبّوس هذا مجموعة من الكواكب تتعلّق بذنبه وتدور حوله؟
من يصدّق أن هناك في الأصل أرضاً؟
من يصدّق أن هناك جوعاً وشبعاً؟
من يصدّق أن هناك حرباً وسلاماً؟
من يصدّق أن هناك أدياناً تتصارع؟
من يصدق أن هناك أخياراً وأشراراً؟
من يصدّق أن هناك بشراً؟
حكّ "نيو هورايزن" رأسه، وأرسل نظره نحو الأرض..
هل حقّا أرسلت من هناك أم فررت مذعوراً ممّا يحدث في ذاك الكوكب الذي تتجاذب أطرافه الحروب والويلات والمجاعات والدّمار؟
نظر متحسّراً ثم أدار رأسه صوب الجهة الأخرى، وقال لقد وفيت بعهدي خذ يا بلوتو رماد العالم " كلايد تومباج" الذي اكتشفك هدية إليك.
في الجهة الأخرى سيكون على "نيو هورايزن" مواجهة حزام كايبر إنه حزام من المجهول بالنسبة إليه، وحزام كايبر نسبة إلى العالم الذي اكتشفه ووضع نظريته حول ركام وبقايا من النظام الشمسي، ركامٌ كذلك الذي يخلفه صرح شُيد للتو، ويتكوّن في الغالب من أجسام متجمدة وكتل صخرية بعضها بحجم كويكبات صغيرة، تمتد من كوكب نبتون وهُو على بعد 30 وحدة فلكية إلى ما يقارب 60 وحدة فلكية (الوحدة الفلكية تساوي المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس وهي 150 مليون كم)، وهو شبيه بحزام الكويكبات بين المريخ والمشتري بيد أنه أعرض منه بعشرين ضعفاً وأضخم منه بين 20 و200 مرة.
لم تقع عينا إنسان على "حزام كايبر" من قبل، إنها المرة الأولى التي يُرى فيها بلوتو على هذا النحو.
لقد قطع "نيو هورايزن" عالماً من المجهول حتى بلغ عوالم أخرى منه، مما سيجعله يحتاج إلى ألف شمس تنبض في أحشائه ليتمكن من ارتيادها وكشف غموضها.
تطلّع "نيو هورايزن" ذات اليمين وذات الشمال، وحك رأسه ثانية واستدار نحو مجهول آخر على بعد مئة وحدة فلكية، إنها "سحابة أورت" التي تُعدُّ مع "حزام كايبر" مصدراً رئيساً للمذنبات. 
و"سحابة أورت" ذات هيئة كروية عملاقة تحيط بالنظام الشمسي وتمتد لمسافة ثلاث سنوات ضوئية، وتقع على بعد حوالي 30 تريليون كيلومتر من الشمس، وأخذت تسميتها من الفلكي الهولندي "جان أورت" الذي أشار في عام 1950 إلى وجود هذه السّحابة على حافّة النظام الشمسي.
أنا الآن عَلى بعد أربع ساعات ضوئية قال " نيو هورايزن"، وسأحتاج إلى قطع أربع سنوات ضوئية لبلوغ "ألفا قنطورس" أقرب نجم إلينا.
أما في بلوتو فسيحتاج " نيو هورايزن" أربع ساعات ليصل سلامه إلى أهل الأرض، وأربع ساعات أخرى لتصله تحياتهم ورغبتهم في أن يعمّر طويلا وأن لا يأسره حزام كايبر أو سحابة ما.
ومن (ألفا قنطروس) سيحتاج إلى أربع سنوات ليحيّي أهل الأرض وأربع سنوات أخرى ليتأكد أنهم مازالوا أحياء ولم ينقرض جنسهم نتيجة صراعاتهم المدمرة.
وفي لعبة الزمن هذه، ما إن أصبح "نيو هورايزن" على مشارفها حتى نضبت في جسده قوة الشمس.
كل شيء يبدو مختلفاً، فكّر "نيو هورايزن" وكان ينقّل بصره هنا وهناك. فمجرتنا تمتدّ 100 ألف سنة ضوئية، وسيكون بمقدور من يعيش على بعد 1500 سنة ضوئية (مسافة قريبة بحق) أن يشهد عصر النبي محمد (ص) وصحابته وغزواته وربما سيرى المسلمين منهمكين بحفر الخندق، أوبلال وهو يرفع عقيرته بالأذان.
وسيحتاج من يعيش على بعد 2000 سنة أن يدخل في مفاوضات شاقة مع "هيرودتس" من أجل أن يقنعه بترك عيسى وشأنه، وسيتعرف على حوارييه ومعجزاته وسيفكر طويلا بتلك المعادلات الفيزيائية الغامضة التي جعلت ابن مريم يمشي على الماء دون أن يغرق فيه.
وإذا ذهب على بعد 4000 آلاف سنة ضوئية سيشاهد رمسيس وهو يشيّد معابده في أسوان والأقصر، وربما سيبشّره أنها صمدت طيلة آلاف من السنين.
وعلى بعد 4500 سنة ضوئية، سيشهد بناء أول الأهرامات وربما سيحمل معهم حجراً، وينقش عليه اسمه سراً.
لم يتمكن أحد من على بعد هذه الوحدات الشمسية الشاسعة أن يرى ما آلت إليه الأرض من اختراعات واكتشافات، من كهرباء وسيارات وطائرات، فمن هناك لا شيء يُرى سوى الماضي البعيد.
أغلب سكان الأرض لم تنهض فيهم دهشة غاليلو وصرخته وهو يرى السماء كما لم يرها أحد قبله، ومكثوا في غيبوبتهم.
ولقد مرّت عليهم هذه الاكتشافات دون أن تزلزلهم وتنفخ فيهم صور الرغبة في المعرفة.
عندما تفرّس غاليلو في السماء وصار يرنو إلى الكواكب البعيدة، أدرك أن الأرض ومن عليها شروى نقير بالقياس إلى سعة الكون، كان أهل الأرض لا يزالون في ذات الدائرة الكنسية التي ذهبت إلى الرأي بأن الأرض مركز الكون.
ولم يعودوا ذوي أهمية بعد أن امتدّت المسافات وتضاءلت الأرض لدرجة أن "نيو هورايزن" لم يتمكن من أن يبصرها وانتظر أربع ساعات لتصلهم تحيته البلوتوية.
صوره التي أسرف في إرسالها لم تكن صوراً لكوكب بقدر ما كانت تنبيهاً لسكان الأرض على أنهم فقدوا مركزيتهم العريقة ولم يعد لهم وجود، وانحسرت قيمتهم أمام هذا الفضاء المترامي التي لم تكف الريح الكونية وقواها تنفخ فيه فيتمدد.
كل هذا و"نيو هورايزن" لم يبلغ سوى الحدود الأولى من النظام الشمسي، فهو لم يدخل حزام كايبر بعد، ولم يقترب من سحابة أورت.
قال "نيو هورايزون" في نفسه: كيف لإنسان أن يعي ما اهتديت إليه.
آه، آه، ما الذي جعل هذا المخلوق الذي لم يتمكن من الاحتفاظ بجنّته الأولى فهبط منها مذموماً مدحوراً أن يسعى بنفسه إلى التفريط بجنته الأخيرة.
من هذه النقطة التي تبدو فيها الشمس كرأس دبوس أو أصغر، تطلّع "نيو هورايزن" في الشِّعرى في كوكبة الكلب الأكبر التي تبعد نحو ثماني سنوات ضوئية، فرآها أكثر سطوعاً من الشمس، ولأنها من الصنف (A) فإنها أشدّ حرارة. وقال في نفسه: (الشمس برّاد كبير، فريزر إذا ما قورنت بالشِعرى)!
ثم التفت إلى سهيل في المجموعة الكوكبية التي يُطلق عليها قاعدة السّفينة، وهو من نوع (F) وأشدّ حرارة من الشمس وأكثر ألقاً وتوهّجاً، ولكن بلوغه كان متعذّراً عليه فهو يقع على بعد 310 سنة ضوئية، ولكن طاب لـ"نيو هورايزن" أن يراه كما طاب لمالك بن الريب أن سهيلاً بدا له وهو يوشك على موته.
التفت مرة أخرى، فرأى السّماك الرّامح في كوكبة العوّا الذي يزيد نصف قطره على 20 مليون كم، وتنفّس الصّعداء، فهو أقرب من سهيل ولا يبعد سوى 36 سنة ضوئيّة، ثم قال: يا له من أمر مدوّخ ومحيّر. فوصلت حيرته الأرض بعد أربع ساعات.
ما هذا؟ يا إلهي! إنه نجم أنتريس، أو القلب، في كوكبة العقرب، إنه نجم أحمر عملاق يبلغ نصف قطره 300 مليون كم... إنها ذات النجوم التي يتداولها العرب في منازلهم ومواقيتهم الشمسية. آه لو يبصرونها كما أبصرها.
الشَّمْس لا تقارن بقلب العقرب فنصف قطرها 700 ألف كم، إنه أكثر توهجاً منها ب٦٥ ألف مرة.
ثم أبصر سي واي الكلب الأكبر (CY) إنه أكبر نجوم درب التبانة، وهو نجم أحمر عملاق تتقاصر وتتضاءل أمامه جميع النجوم الأخرى، إنّه أكبر من الشمس ببليون مرّة.
أمّا مجرة درب التبانة ذاتها الذي تشكّل هذه النجوم حبّات عقدها الفريد فهي مجرّة متوسطة الحجم (إذا ما قورنت بالمجرات) يتراوح عرضها بين 100 و 120 سنة ضوئية.
وهناك مجرات صغيرة لا يزيد عرضها على الألف سنة ضوئية.
أمّا المجرّات العملاقة فيربو عرضها على 6 ملايين سنة ضوئية، ولقد أحصى العلماء ما يربو على 200 مليار مجرة.
أشاح "نيو هورايزون ببصره بعيداً وقال: هذا هو آخر العهد بمجموعتكم الشمسيّة وضوئها، وأول عهدي بدبيب حرارة البلوتونيوم في جسدي، إنه سيمنحني الطّاقة للسفر عقوداً أخرى لسبر ما وراء نبتون، فإلى "الفا سنتوري" أيّتها الجياد.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=64

Tuesday, January 26, 2016

الشاعر ازرا

الشاعر ازرا







28 ديسمبر 2011م

في الصباح صحونا على قرع ناقوس الكاتدرائية كما صحى الشاعر ازرا باوند ذات صباح في حيّ كينزنجتون الشهير في لندن بصداع نصفيّ وقال متململا: "عجيب هذا الدّين، إنّه يتسلّل اليّ حتّى من النافذة". بعد وجبة فطور خفيفة قصدنا الدومو، تأملت البناء الضخم للكنيسة القوطيّة المعمار وتساءلت كيف فات ليوناردو دافنشي ان يترك بصمة او اثرا او لوحة في هذا المعلم الكبير وهو الذي قضى زهرة شبابه في ضيافة امير هذه المدينة الأسمر (المورو) لودفيكو سفورزا، او كيف فات الأمير نفسه ان يقنع الفنان بترك اثر هناك، قلت في نفسي: لقد شغل الأمير ليوناردو –دأب الأمراء والحكّام في ايّ زمان- بتصميم فساتين بياتريس زوجتة، فساتينها، ملابسها الداخليّة، سراويلها، احذيتها، اكسسواراتها وكذلك حمّامها الفخم في جناح القلعة الشمّاء،القصر الكبير، ان جلّ ما تركه هذا الساحر في هذه المدينة هي لوحة يؤمها الحجّاج من كلّ فجّ عميق اسمها (العشاء الأخير) في سانتا ماريّا ديللي جراتزي او بشكل ادقّ ما تبّقى من لوحة العشاء الأخير، فالأصل قد تلف في زمن الفنّان نفسه، لأمرين، رطوبة المكان لكونه قاعة طعام الرهبان الذين لا يكلّون عن ازدراد الطعام، وخلطة الأصباغ التي جرّبها في رسم اللوحة، اضف الى ذلك ان الرهبان النهمون انفسهم فتحوا بابا في جدار اللوحة ذهب بقدمي المسيح وصندليه، خلاصة القول ان اللوحة الذائعة الصّيت ما هي الاّ ظلّ باهت للأصل.

سألت صاحبي في جالاريّا (معرض) فيتوريو ايمانويل الثاني: اتعلم قصّة ثور تورين الذي يؤمه الناس في صحن المعرض اسفل القبّة الضخمة؟ فقال: يزعمون ان دعك خصية الثور بكعب الرجل اليمنى والدوران ثلاث مرات حول نفسك يجلب لك الحظ والتوفيق! قلت بل لعلّها روح مصمّم المعرض جوسييبي مانيوني الساخرة الذي مات اثر سقوطة من السقف في آخر ايّام 1877م تعزّى برؤية جمهور المهرّجين وهم يؤدون رقصاتهم المضحكة.

تناولنا وجبة طيّبة في المحل الفاخر "بك" القريب، ثم بوظة في محل "جروم" الشهير، وبين هذا وذاك لم ندع آلة صرف لم نجرّب بها صرف مبلغ من بطاقات الإئتمان دون جدوى، حتّى كادت هذه الآلات ان تشتمنا. ولم تنفكّ الأزمة الإ مساء ذلك اليوم، استطعنا تشغيل احدى البطاقات للصرف، واحدة منها فقط.

لم يستقبلنا النادل سيموني في دون كارلوس فقط، بل ديكان تسكانيّان ولكن على طبق شهيّ، هزّ الطرب جمهور الوجوه المتألقة على جدران المطعم لقرع الكؤوس، همس احدهم وقد هيأنا الشوكة والسكين: "بون ابتيتو".
عدنا لقضاء ما تبقّى من الليل مع السيّدة الجوزاء واليس سبنسر والتي قضت في 24 ابريل عام 1986م، بصمت لا يليق بضوضاء الثالث من يونيو عام 1937م يوم كتب عقد قرانها مع ادوارد الثامن الذي تخلّى لأجلها عن تاج الإمبراطوريّة التي كانت آنذاك – لا تغيب عنها الشمس -، عندما انكسر كأسا من كؤوس الجناح تلك الليلة، همست واليس: لا بأس عليكما، فأنتما في ضيافة الملك.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=43

الوصايا الفينيسيّة العشر


الوصايا الفينيسيّة العشر







الوصايا الفينيسيّة العشر
إذا ألممت بهذه الكلمات العشر، وبوسعك أن تطلق عليها الوصايا الفينيسيّة العشر، فلن تضلّ سبيلك في البندقية أبدا.
إنها مفاتيح جنات فينيسيا، ويصحّ عليها قول الشاعر الفرنسي آرثر رمبو (بيدي وحدي مفاتيح هذه الجنات المتوحشة).
احفظها ولن يغلّق عليك باب من أبوابها ولا ساحة من ساحاتها
واجعلها تثبت فيك كما تثبت على الراحتين الأصابع.
سيطرق سمعك كثيرا لفظان هما : الكالي والكامبو
والأولى دالة على السبيل المائيّ
وإذا ضاق هذا السبيل فيطلقون عليه: كالتي  callette
وفي فينيس نحو 3000 آلاف سبيل مائي، بعضها لا يزيد عن 57 سنتمترا عرضا، وبعضها الآخر يتّسع حتى يبلغ التسعين مترا.
أما الكلمة الثانية فهي الساحة
إذا اردت الجمع تقول: campi
وأما الصغير من ساحاتهم فيطلقون عليها: campielli
ويُطلق على لفظ الساحة في بقية ايطاليا تسمية: piazzi 
أما البيازا الوحيدة في البندقية فهي بيازا سان ماركوس
وكانت الساحات ساحات مزروعة في الأصل وفي كلّ منها بئر، ومع تطوّر مناحي الحياة تحوّلت الحدائق إلى ساحات يرتادها الناس وأقفلت الآبار.
أما (الكورتي) فتُطلق على الساحة المربّعة التي تكتنفها البيوت.
وأما الكلمة الثالثة فهي الجسر ويطلقون عليه:  ponti
وفي فينيسيا أكثر من 400 منها ما بين جسور عامة وخاصة حيث تربط المائة وثماني عشرة جزيرة التي تشكّل مجتمعة مدينة البندقية من خلال مائة وست وسبعين قناة وسبيلا مائيا.
أما الجسور، فهي التي تربط أعضاء ومفاصل الجسد الفينيسي إلى بعضه ليتمكن الناس من عبور سراط الماء.
ومنها الجسور الأربعة التي تقطع قنال فينيسيا الكبير، أقدمها وأكثرها شهرة هو جسر ريالتو والذي شُيّد أول الأمر من الخشب في عام 1175 م أي قبل نحو اثنتي عشرة سنة من فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس والذي صادف يوم 2 أكتوبر من عام 1187م.
أما الجسر الحالي فلقد شيّد نحو عام 1591 من الحجارة والخشب. أي أنه شهد شكسبير وعصره وكانت البندقية في ذروة مجدها على أيامه وله فيها مسرحية (تاجر البندقية).
يفصل الجسر بين مقاطعتي سان ماركو وسان بولو، ويُعدّ بوابة ريالتو التجارية منذ أواخر القرن السادس عشر. أشرف على تصميمه وبنائه المهندسان المعماريان أنطونيو دا بونتي وابن أخيه أنطونيو كونتينو بعد فوزهما بمسابقة للتصميم.
كما يقطع القنال جسرا سكالزي و الأكاديمية اللذان شيّدا في القرن التاسع عشر. وآخر الجسور الأربعة هو جسر الدستور والذي صمّمه المعماري الإسباني سنتياغو كالاترافا وتم الانتهاء من بنائه عام 2008م.
ولا يكتمل الحديث عن الجسور قبل أن نذكر جسر التنهدات الذي خلّده الشاعر الإنجليزي بايرون في قصيدة له، واسمه بالإيطالية: بونتي دي سوسبيري (Ponte dei Sospiri). يقع على مسافة قريبة من ميدان بلازا دي سان ماركوس ويصل بين قصر البندقية وسجن سابق لمحاكم التفتيش، عابراً نهر ريو دي بلازو.
صممه المهندس المعماري الإيطالي أنطونيو كونتينو. وأنجز بناؤه من الحجارة في نحو عام 1600م
أما تسميته فجاءت بسبب تنهدات المساجين الذين يعبرونه من دار العدالة بعد محاكمتهم إلى السجن، فتكون في الغالب هذه الأمتار الأخيرة آخر عهدهم بالحرية وربما بالحياة والبحر والسماء أيضا لأن هناك ممر آخر في الجسر ذاته للمحكومين بالإعدام.
ومن الطريف أن نذكر أن هناك جسرا بنفس التسمية والطراز المعماري في إنجلترا وتحديدا في أكسفورد، تم تشييده في عام 1913 ليربط بين مبنيين لمعهد هرتفورد (Hertford College)  ويستعمَل غالبا كخلفيّة لصور التخرّج
وهناك جسر peitti بمعنى (البرنيطة) ويقع على قناة فرعية تُعرف بسان برنابا، يفصل بين قريتين في منطقة (دور سو دور) ما برح سكانهما يختبران قبضاتهما في ملاكمة أبدية، حتى أنهم لا يتورّعون عن غزو الهواء بقبضاتهم المكوّرة، فأخذ الشارع اسمه من قبضاتهم وأصبح اسمه: شارع القبضات.
وهناك جسر (البرتيل) أي القبّعات، حيث كان يزخر بمشاغل القبّعات ومحال بيعها.
وجسر (بيلا دونا اونستا) وهو جسر لا يُعرف أصله، ولفظ اونستا يرى البعض أنه مأخوذ عن (أونست) أي صادق.
وقال البعض الآخر أن اللفظ منسوب إلى سيدة عابثة.
وهناك من يرى أن التسمية مرتبطة بحكاية عن امرأة فقيرة انتحرت بعدما سُلبت شرفها، وقال من يمقتها بل كانت بائعة هوى واتّخذت الاسم لتضليل الشرطة عنها.
ومن ثمّ جسر (بونتي بيلا بتي) أي جسر النهود، ولقد اكتسب تسميته من النساء اللواتي كنّ يقفن فوقه ويكشفن عن أثدائهن ليغرين الرجال.
ومن ثم كلمة القنال، للدلالة على الأقنية المائية
وهناك اثنتا عشرة قناة أو قنالا مائيا يتوزّعها الجسم الفينيسيّ
وأما القنوات التي تتفرّع عنها فيطلق على الواحدة منهن لفظ (ريوس Rios)
وأكبرهنّ جميعا (القنال الكبير) ويشكّل الممر المائيّ الرئيس ويقطع المدينة على هيئة حرفS  بالمقلوب وينتهي في بحيرة البندقية بالقرب من محطة قطارات القدّيسة لوسيا .
يمتدّ القنال مسافة 3800 متر، وبعرض يتراوح بين 30 ويتّسع حتى يصبح 90 مترا، ومتوسّط عمقه خمسة أمتار

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=54






ماريو الأسد والسيّدة العقرب

ماريو الأسد والسيّدة العقرب





ماريو الأسد والسيّدة العقرب
"أجزم بأنها عقرب"! قلت جذلا، فرد صاحبي بثقة قائلا: "وأنا أظنّها كذلك". ندهنا النادلة "أدا": ما برج مديرة مطعم "باتي"؟. "لحظة، من فضلكما، سأسأل "ماريو"، قالت.. ثم غابت في دخان المطبخ. وبعد لحظات عادت وقالت، كمن يزف خبرا سعيدا: "برج العقرب". فابتسم صاحبي: "ها نحن نصيب مرّة أخرى". تعرّفنا على مطعم "باتي" من سنين خلت، وهناك وقعنا على "السكامبي" الرائع في "بورتوفينو". كانت "باتريزيا" صاحبة الجاليري هناك، هي من أرشدنا إلى "باتي". ظللنا نتذكر تجربة طبق السكامبي هناك لشهور تلت. وكما يعود من يشرب نبيذ كيانتي إلى كيانتي، عدنا إلى بورتوفينو نبحث عن ضالتنا، طبق السكامبي الرائع. ولكن "باتريزيا" لم تزفّ لنا أنباء طيّبة، عندما أخبرتنا أنّ الشيف "ماريو"، الطاهي الحاذق، ترك المطعم وحمل خلطة السكامبي السحريّة معه، وافتتح الـ"بادو" مطعما جديدا. "أصيب صاحب مطعم "باتي" بحادث أقعده"، أردفت "باتريزيا". "وتولت السيّدة زوجه أمر المطعم، فأقامت الدنيا وأقعدتها، وقدّمت وأخّرت حتى كادت تحول المطعم إلى حرب طروادية، وسرعان ما طال الأمر ماريو نفسه، فدبّ الخلاف بين السيّدة وبينه، فآثر السلامة واستقال، وأصبح له مطعم مستقل يحمل اسم "بادو".
في 20 ديسمبر 2013م، كنّا في مطعم "بادو" على وجبة عشاء، نتجاذب أطراف الحديث مع النادلة "أدا" والنادل"إدريس"، الذي تعرّف علينا وحيّانا، وكان قد جاء استجابة لرغبة ماريو حتى يساعده تلك الليلة، فقد وفد عليه عدد من الزبائن أكثر مما كان متوقعا. همس "إدريس"، وهو شاب مغربيّ دمث، كان وما زال يعمل في "باتي": "جئت دون إخطار السيّدة، لأنها لو علمت ستكون نهايتي سوداء"، قال ذلك وابتسامة تعلو محيّاه. وكان "إدريس" يسأل الزبائن، الذين انتشروا حول أكثر من طاولة، بأن لا يفشوا للسيّدة سرّ وجوده هنا (لكونهم من نفس البلد). أردف "إدريس": "الرجل المقعد جوزاء طيّب القلب، ولكن السيّدة امرأته قد استبدّت بالأمر". كنت في بيته صباح هذا اليوم فكانوا في خصام وصراخ كعادتهم، فخرجت لا ألوي على شيء. فقلت لصاحبي: "أجزم بأنّ السيّدة عقرب!". فأجابني: قطعا، إنّها كذلك.
طبق الجمبري المخلّل ببصل تروبيا، طبق بسيط جدّا ولكنّه قطعا أعدّ على جبل الأولمب، لآلهة الأولمب، صنعه ماريو على عينه، يقدمه بدموع من الفرانشاكورتا، وعجّة زوكيني (كوسا) مع قواقع رائعة كذلك. ولكن الوصفة السحريّة، الوصفة التي يتميّز بها ماريو، هي وصفة طبق السكامبي الذي ترشف عصارته رشفا. فعندما يقدّم ذلك الطبق إلى الزبائن يتحول روّاد المطعم إلى أوركسترا من العازفين. يزكّي ماريو نبيذ الشيرفارو، مفخرة معصرة الأنتينوري، تلك القلعة الحصينة التي يقصدها حجّاج النبيذ، ويؤنس لياليها معشر الرجال الظرفاء من أتباع باخوس.
تذكرت حديث "باتريزيا": "لقد حاول سكّان "بورتوفينو" فك شفرة سكامبي "ماريو"، ولكنّ جهدهم ذهب أدراج الرياح كما يقولون، ولمّا سألنا "أدا" بهمس: "ما سرّ وصفة الجمبري العجيب ببصل تروبيا؟"، همست "أدأ" قائلة: "لمحت ماريو يقص الجمبري إلى شرائح ثمّ ينقعها في النبيذ ليلة كاملة..."، ولكنّها لم تتمم كلامها، لأنها سمعت وقع خطى ماريو يخرج من المطبخ. ولكون إفشاء أسرار خلطات ماريو مسألة حياة أو موت، فقد آثرت "أدا" السلامة. وعندما قفلنا عائدين مع "روبيرتو"، السائق الحوت، ضحك ملء فيه كعادته وسأل وكأنه يتحدّث من جبّ: "كيف حال العشاء؟"، فقلنا له: رائع. "أكلتم السكامبي"؟ سأل روبيرتو، "رائع جدا" قلنا. كان روبيرتو الطيّب، ابن الثانية والخمسين، يبدو أصغر من عمره، فسألناه سبب ذلك، فقال: " إنّه جوّ بورتوفينو المعتدل". فقلت: أو لعلّه بفضل زوجتك". فعلق نافيا: إلاّ هذه، إنّها يا صديقي سبب بؤسي"، ثمّ أضاف: "أمّا عن السكامبي، فأنا ابن بورتوفينو، ولقد حاول أهالي هذه البلدة فكّ لغز سكامبي ماريو زمنا طويلا، ولكنّهم باؤوا بالفشل"، قالها وهو يضحك تلك الضحكة التي كانت كأنها تنبعتث من قعر محيط.
في العشاءات التي قضيناها في ضيافة ماريو في بادو، لفتني قلّة الزبائن. كنت أظنّ أن الفصل (الشتاء) كان الحائل بين المعلم والجمهور، ولكنني علمت من جوليانو، صاحب مطعم "بالين كوزين" في سيستري ليفانتري ذات مساء، بأن الطليان بدأوا يؤثرون الوجبات الأرخص، دأب السيّاح الأجانب الذين يملأون بورتوفينو ضجيجا في الصيف، لقد عزّت المطاعم التي تقدّم الوجبات الطازجة حتى إنّ قلّة من الصيادين يكبّدون أنفسهم مشقّة الصيد. "في سيستري ليفانتي، هناك صيّاد واحد لا غير يزوّد مطعمين من غابة المطاعم في البلدة"، قال جوليانو. في المشاوير الصباحيّة التي كنت أقطع فيها العشرة كيلومترات من راباللو إلى بورتوفينو والتي أحسبها أجمل المشاوير التي سرتها في حياتي كلها، كم من المرات لمحت ماريو يقف وقفة الأسد (من مواليد برج الأسد) على باب الـ"بادو" في "سانتا مارجريتا ليجير" في انتظار زبون عبثا، بينا راحت أيدي القوم تتخاطف سندويشات الهمبرغر في الماكدونالد وبج بيرجر. كنت ألّوح له من بعيد وأنا قاصد بورتوفينو أو عائد منها إلى راباللو. وكان ماريو يقف كمحارب روماني في غير زمن الحرب. لقد اشتكى أبو الطيّب كساد سود الشعر في ما مضى فقال: "قد أُفسِدَ القولُ حتّى أُحمِدَ الصَّممُ".
وهكذا قرأت حال ماريو، فسألته: "هل أفسد الطعام، يا صديقي؟"، فأجاب متحسرا:
لم يفسد الطعام، ولا سيما في مطعمي، لكن ذوق العصر في هذا العالم أصيب بالفساد حتى صار الذواقة من الناس يؤثرون الصيام!


http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=54

Monday, January 25, 2016

الفوكاشيا


الفوكاشيا



الفوكاشيا: خبز اشتقّ اسمه من لفظ الموقد، وهي عندهم في شمال إيطاليا توازي البيتزا في الجنوب، والاختلاف بينهما في التخمير، ففي الأولى تبقى الخميرة مدّة أطول فيصير الخبز قابلا للتشرّب بزيت الزيتون، بينما يبقى السطح أصلب في الثانية. 
والفوكاشيا مشهورة في الشمال وألذّها تلك التي تعدّ من الطحين الصافي (صفرين)، وتفتخر ريكّو بإعداد أطيب الفوكاشيا، وخصوصا في مطعم مانيولينا الذي كنّا ضيوفه نهار أمس. أمّا اسم المطعم فهو اسم السيّدة التي عاشت في هذه القرية عام 1885، وكانت تعدّ لمن ألمّ بها هذا الخبز معدّا مع جبنة السترانسينو الطيّبة، خصوصا أولئك الذين فاتتهم وجبة العشاء أو طرقوا بابها بعد منتصف الليل. 
وتعدّ جبنة السترانسينو من أجبان الشمال الإيطالي الفاخرة، ويصنعونها من حليب البقر الذي عاد من أعالي جبال الألب وقد كدّه التعب فينتج حليبا دسما تشوبه حموضة. بقي أن أضيف أنّ الليجوريا عقد واسطته جنوة المشهورة بالتقتير والبخل، ولها ذراعان، الشمالي المتّصل بالريفيرا الفرنسيّة، والجنوبي الذي ينتهي عند بورتوفينيري، وتشتهر راباللو أحبّ بلدة إليّ في هذا الجزء منه، ويمكن اعتبار ريكّو القريبة من راباللو حبّة كريمة من حبّات العقد الثمين، وخلاصة القول أيّها القارئ الكريم، إن يمّمت لوجوريا، عرّج على ريكّو وأقرئ عنّا مانيولينا السلام، فقد أكرمتنا –كما ستكرمك- بأطيب فوكاشيا تخرج من الفرن ساخنة كدموع العاشقين.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=63


Saturday, January 23, 2016

ألكساندر ماكوين

ألكساندر ماكوين



في متحف فيكتوريا آند ألبرت زرنا معرض مصمّم الأزياء الإنجليزي الكساندر مكوين ابن الحوت الذي ولد في لندن في 17 مارس 1969، وانتهى منتحرا في بيته في 11 فبراير 2010، عرف في مستهلّ عمره بالعمل مصمّما رئيسا لدى جيفانشي وذلك من 1996 إلى2001 ثم استقّل بعده مؤسسا شركته ألكساندر ماكوين بعد ذلك. نال العديد من الجوائز المحليّة والعالميّة.
ويقدّم المعرض المراحل التي مرّ بها الفنان متناولا العروض التي قدّمها بمناسبة طرح مجموعاته الفنيّة الساحرة والمتأثرة بالأعمال الفنيّة والأدبيّة التي تنمّ... عن ثقافة عالية، كمجموعة البحث عن جزّة الصوف، وهي الأزياء التي قدّمها في ربيع صيف 1997 والفستان 13 في لندن ربيع صيف 1999 وفيه قدّم عارضة ترتدي تنّورة بيضاء من الحرير يرشّها رجلان آليّان (روبوتس) بالألوان وسط بهجة الجمهور وتصفيقه، اعترف الكساندر بأنه لم يغالب عينيه من البكاء.
وفي المعرض تشاهد قبعّات مزّينة بالمسيح المصلوب، وعارضات برؤوس تزيّنها قرون الوعل، وأخريات بدون كالمحظيّات يرتدين الكيمونو الياباني، وفساتين من شعر الخيل، وأخرى مصمّمة من بواريك الشعر، أو بريش النعام، أو ريش الحجل أو بأصداف البحر، وقبّة الزواج الصينيّة التي عرضها في ربيع صيف 2008، وعارضات بصدور عارية تلطّخها الشيكولاتا، وأخريات بعيون زجاجيّة كالأسماك.
أمّا مجموعته الأخيرة فمستوحاة من جزيرة أطلنطا وهي حكاية لأفلاطون، وأطلنطا مدينة مفقودة دمّرها بركان قبل 2000 عام، وفيها يقدّم عارضاته ككائنات فضائيّة أو كحوريّات البحر.
إن تصميم الكساندر لهذه العروض لا يقلّ سحرا عن عزفه موسيقى الألوان في أزيائه، فهي مسرح مدهش يزخر بالألوان والإضاءة والمؤثرات الصوتيّة، انتهاء بالأزياء والمكياج وتصفيف الشعر.
داخل هرم زجاجي
داخل هرم زجاجي كبير، ظهرت كيت موس بطريقة غامضة، معلقة في الهواء الذي يرتفع ببطء فوق تيارات خفية، أو واقعة تحت سيطرة إعصار يسير بحركة بطيئة. شفافة ولحظية. امرأة أسطورية ترتدي ثوباً أبيضَ، همهمت قليلاً وانسحبت مثل زائر من العالم الآخر، آخذاً الجمهور في ضربٍ من ضروب الخيال الذي لا يمت بأدنى صلة لمجد مدرجات العرض العصرية بل كان أقرب إلى قصص أشباح القرن التاسع عشر لإدجار آلان بو، وتشارلز ديكنز. وذاك في الحقيقة هو بالضبط العالم الذي قد استدعته تلك السيدة: كانت الصحف اليومية قد أطلقت اسم " الهولوغرام" أو " الصورة المجسمة" على هذا الوهم. ولكنها استخدمت تقنية بصرية أقدم بكثير تسمى " شبح بيبر". والتي تعود إلى الصيدلي المشهور جون هنري من العصر الفيكتوري (1821-1900). وقد ابتكرت في 1862 بهدف استخدامها في تجسيد مسرحية تشارلز دكنز الرجل الممسوس.

https://www.youtube.com/watch?v=jIcsYBZSQ48



http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=60

Friday, January 22, 2016

(لبّيك اللهم لبيك) للشيخ حْميد بن راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان


(لبّيك اللهم لبيك) للشيخ حْميد بن راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان




كنت للتوّ قد أهديت نسخة من كتابي (لبّيك اللهم لبيك) للشيخ حْميد بن راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان، عندما رأيت أن أتحدث عن منهجية الكتاب الذي جمعت من أجله مئات ال...حكايا قبل أن أستقرّ على هذا العدد الذي يساوي أيام السنة، وكان في الحكايات التي اشتمل عليها الكتاب نصيب من سرد ماكان يكابده الحجاج قديما أثناء رحلة تمتدّ بهم شهورا وفي جغرافيات متنوعة وأقوام بعضهم كان الحجّ بالنسبة له موسم صيدٍ والحجاج محض طرائد وفرائس.
كان الشيخ حْميد يصغي لحديثي وكان يبدو في هيئة من يحاول استعادة شيء ما، وبعد هنيهة أكّد حديثي وبدأ يسرد أشياء تعزّز ماذكرته في مادة الكتاب الذي أثنى عليه وذكر كيف كان الحجّ يمثّل معاناة كبرى يتضاءل أمامها حتى الغزو، قال: لأنك عندما تتعرّض للغزو فسيكون بوسعك أن تستلّ سلاحك وتدفع به عن نفسك، أما الحاج فرحلته هي سعي إلى الله، فيسلك الطريق أعزلا إلا من نيّة الحجّ وبلوغ الغاية.
وكانت الصحراء في تلك الفترة تزخر بقطّاع الطرق من البدو الذين يدركون أن هذا الموسم لن يتكرر قبل مرور عام كامل، فكانوا إذا وجدوا حاجّا في الطريق وأطلقوا عليه النار وقتلوه، تنتابهم حالة من الأسى والأسف االذي يعتصرهم اعتصارا عندما لا يجدوا معه ما يستحق ثمن الرصاصة التي قتلوه بها.
فقلت له إن الكتاب يحفل بحكايات شبيهة ويستعيد فجائع لا تختلف عنها كثيرا، وفي المقابل تناولتُ فيه حكايات أخرى كان يبدو فيها الحجّ نزهة آسرة، وحدّثته عن حجّاج مصر في الثلاثينات وكيف كانوا يستقلّون البواخر والسفن الفارهة ويقطعون بها طرفي البحر الأحمر وصولا إلى جدّة، في الوقت ذاته الذي كان فيه حجّاج الخليج يتّخذون الإبل وسيلة للسفر ولا يشرعون بالرحلة قبل أن يتركوا وصاياهم ومن يقوم بالأمر بعدهم، لأنهم سيقطعون مفازات قد لا يكون الفوز والنجاة حليفهم فيها.
فقال مؤيدا ومؤكدا طريقة السفر في هذه الحقبة تحديدا، حيث قصد والده راشد النعيمي رحمه الله مكّة حاجّاً في ثلاثينيات القرن الماضي على الإبل، فذهب شمالا مع الشريط الساحلي حتى بلغ القطيف في المنطقة الشرقية أوّل الأمر، ومنها غادر إلى الرياض في نجد، ثمّ إلى مكّة.
وكان من فرط مشقّة الرحلة التي استغرقتهم شهوراً، بادروا إلى العودة على متن سفينة روسية، وصلت بهم إلى ميناء بندر عباس في إيران.
وهناك كان على الجميع الخضوع للتطعيم، وأُلزموا بذلك، فشقّ الأمر على والدي وقال لهم: بتونّا -ستأتون إلينا- عاجلا أم آجلا، وإذا عطيتونا التطعيم بضرب الإبر، فسنضربكم عندنا بالدفرهْ. قال ذلك وهو يشير بيده لبيان حجمها، وهي نوع من الإبر الكبيرة التي تستعمل في خياطة الحصير الذي يُتّخذ من خوص النخل، فخلّوا عنه ونجّا الله الوالد راشد من المرض والتطعيم.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=59

Thursday, January 21, 2016

مبنى الآلهة (البانثيون)

مبنى الآلهة (البانثيون)




إن كان ثمّة مكان يحتلّ الصدارة في قائمة الأماكن التي ينبغي عليّ زيارتها في إيطاليا فهو مبنى الآلهة (البانثيون) واسطة عقد روما وأحسن بناء احتفظ بشكله من أبنية العالم القديم، والذي لا تحتاج على حدّ قول ستندهال سوى لحظتين لتصبح مسكونا بجماله: قف أمام رواقه ثمّ سر بضع خطوات وادلف الفراغ الذي يوحي للسائر فيه بإحساس من الحريّة ثمّ ينتهي كلّ شيء. هنا يُختزل ألفا عام من الزمان بكل التفاصيل ويزدحم أعلام ارتبط عبورهم بالمكان أو حديثهم عنه بكثافة؛ هدريان، أنطونيوس، ماركيوس، لوكوس، دافنشي، مايكل أنجلو، رافائيل، جوته، قائمة ليس لها حصر وليست لها نهاية.

الكلمات المنقوشة على مدخل صرح (الآلهة) البانثيون "شيّده ماركوس أجريبا بن لوكيوس"، والتي تعزو هذا البناء لأجريبا مظلّلة، فمعبد أجريبا الذي شيّد في 27 قبل الميلاد، أتى عليه حريق روما عام 80م، ثم شيّد الإمبراطور دوميتيان معبدا لعّله لم يرضِ جوبيتر، إذ أرسل عليه صاعقة من السماء أحرقته عام 110م، ثمّ جاء البنّاء العظيم الإمبراطور هدريان عام 126م، ووضع بنفسه تصميم المكان وأمر بنقل الأعمدة الجرانيتية الكورنثيّة التي تزيّن مدخله والتي يبلغ وزن الواحدة منها ستّين طنّا من جبل كلوديانوس في شرق مصر عبر النيل إلى الإسكندريّة ثم عبر البحر الأبيض المتوسط إلى ميناء أوستيا في إيطاليا وبعد ذلك تم نقلها عبر نهر التبر. ولقد وصف تحفته هذه بقوله: كانت رغبتي أن يحاكي صرح الآلهة هذا عالمنا الأرضيّ والفضاء الكونيّ، فالقبّة السماويّة تكشف السماء من خلال بؤبؤ ضخم يبيّن اختلاف الليل والنهار. إن هذا الصرح المفتوح والمغلق بطريقة غامضة في آن بمثابة ساعة شمسيّة، ودائرة السقف التي صقلتها أيدي الحرفيين اليونان المهرة تشكّل ساعاتها، هناك يستقرّ قرص الشمس معلّقا مثل درع من الذهب. وما إن حلّ عام 609م حتّى وهب الإمبراطور فوكاس الصرح ودرعه إلى البابا بونيفيس الرابع الذي كرّسه للقدّيسة مريم وكلّ الشهداء، وفي 663م انتزع الإمبراطور البيزنطي كونستانس الثاني بلاط السقف الذهبي وصفائح الذهب التي تزّين الأبواب، وفي القرن الرابع عشر صار سوقا للدّواجن، وفي 1632م أذاب ايربن الثامن بقايا أروقة المعبد البرونزيّة لصنع المظلّة المرفوعة فوق المذبح العالي في كنيسة القدّيس بطرس. واعتقدت العامّة في القرون الوسطى أن المبنى كان مسكونا بأرواح شرّيرة وأن مريم البتول هي التي طردت الشيطان، الذي ضاق ذرعا بالحبس حتّى فرّ من فتحة السقف. وقال مايكل أنجلو الناقد الحذر في فن المعمار في عام 1500م عندما شاهده لأول مرّة: هذا من صنع الملائكة، وقام بايرون بتدبيج قصيدة رائعة فيه، وكتب هنري جيمس لأخته بعد أن شاهده أول مرّة، بأنه مبعث أسى كلّ من ليس وثنيّا. واختاره رافائيل مكانا لمثواه الأخير وتبعه سائر ملوك إيطاليا، ولمّا رآه جوته فتن وقال: ترى كيف يتسنّى لنا، نحن الصغار، المعتادين على الصغار، أن نضارع مثل هذا الكمال السامي؟

ترى هل دار في خلد هذا البنّاء العظيم كم من القرون وكم من العظماء سيأتي على صرحه هذا، وهل كان يدري عندما سئل: لم لا يخلّد اسمه على أي من أعماله العديدة؟ فأجاب: سيكون ذلك مبعث سعادتي، ولكنّني أكثر سعادة في نسبتها إلى المؤسسين الأوائل الذين لهم الفضل في ترسيخ دعائم الإمبراطوريّة. هل كان هدريان يعلم أن هذا القول ستذكره القرون؟ كان هدريان أحد أعظم الأباطرة الخيّرون كما أسماهم ميكافيللّي، عندما لاحظ أن الأباطرة الذين وصلوا للعرش عن طريق التبنّي هم أفضل شأنا من أولئك الذين وصلوا للعرش عن طريق الوراثة، كان أغسطس يرى أن الولايات توابع لإيطاليا تفيد منها مالاً وثراء، وكان يحكمها حكماً صالحاً لتدر الخير على إيطاليا. أما هدريان فلم يعد يرى رومة جابية الضرائب لإيطاليا؛ بل كانت الحاكم المسؤول عن دولة يستمتع كل جزء من أجزائها بقسط من عناية الحكومة مكافئ لما تستمتع به سائر الأجزاء، لقد رأى هدريان قبل موته الدولة كلها بعينيه وجمع شتاتها ووحّدها، وكان قد وعد أنه "سيدبّر شؤون هذه المجموعة من الأمم تدبير من يدرك أنها ملك الشعب لا ملكه الخاص"؛ وقد أنجز ما وعد.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=58

Tuesday, January 19, 2016

الشاعر ازرا

الشاعر ازرا










28 دسامبر 2011

صبح، با صدای نواختن ناقوس کلیسای کاتدرال بیدار شدیم، همان‌طور که صبح یک روز ازرا پاوندِ شاعر در محله‌ی کنزینگتون معروف لندن با سردرد از خواب بیدار شده و با کش‌وقوسی به تن، گفته بود: «چیز عجیبی است این دین. حتی از پنجره به سویم نفوذ می‌کند.»
پس از صبحانه‌ای سبک به سوی دومو رفتیم. به ساختمان عظیم کلیسا با معماری گوتیکش خیره شدم و از خود پرسیدم چه‌طور لئوناردو داوینچی به فکرش نرسید که اثری یا تابلویی از خود در این اثر باستانی عظیم به جای بگذارد در حالی‌که جوانی‌اش را در مهمانی شاهزاده‌ی گندمگون این شهر (مورو) لودویکو سفورزا گذراند؟ یا چگونه به ذهن خود شاهزاده نرسید که داوینچی را ترغیب کند که اثری از خود در آن‌جا یادگار بگذارد؟

آن‌جا با خودم گفتم: این شاهزاده مثل همه‌ی شاهزاده‌ها و شاهان دیگر در همه‌ی زمان‌ها، لئوناردو را به طراحی لباس‌های همسرش بئاتریس مشغول كرد، از پیراهن و لباس زیر و شلوار گرفته تا کفش و زیورآلات و آن حمام فاخر در قلعه‌ی باشکوهی که کاخش بود. تمام چیزی که این هنرمند جادوآفرین در این شهر به جای نهاد، تابلویی بود که حالا از هر سوی جهان به دیدنش می‌آیند: شام آخر در سانتا ماریا دِلّ گراتزی. به طور دقیق‌تر این چیزی است که از تابلوی شام آخر به جا مانده، چرا که اصلش در زمان هنرمند به دو دلیل از میان رفت؛ یکی رطوبت مکان که سالن غذاخوری راهبان بود که سیری‌ناپذیر غذا می‌خوردند و دلیل دیگر، ترکیب رنگ‌هایی که داوینچی در این تابلو به کار برده بود. به این عوامل این را هم بیفزایید که راهبان، خود، دری در دیوار تابلو گشودند و با آن، پاها و صندل‌های مسیح را نابود کردند و خلاصه‌ی سخن این‌که این تابلوی مشهور تنها سایه‌ای بی‌جان از اصل آن است.
در گالری ویتوریو امانوئل دوم از دوستم پرسیدم: داستان گاو تورین، در صحن نمایشگاه، زیر آن گنبد عظیم که همه از آن دیدن می‌کنند چیست؟ گفت: می‌گویند که اگر بیضه‌ی گاو نر را با پاشنه‌ی پای راست بمالی و سه بار، گرد خودت بچرخی، برایت شانس و موفقیت می‌آورد! گفتم احتمالا روح طناز طراح گالری، جوزپه مانیونی که در روزهای آخر سال 1877 میلادی از سقف سقوط کرد، با دیدن این دلقک‌ها و رق

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=47

موسيقى الفصول



موسيقى الفصول





موسیقی

وقتی درباره‌ی موسیقی فصل‌ها از تو می‌پرسند، بگو آفرینش خداست، نه آن مرد بینوای ونیزی. خدا، که مفتون آفریده‌های خویش است و دلبسته‌ی چهار فصلی که زیور چشم‌هاشان ساخت، خواست که آن‌ها را به شکل آهنگی سازد زینت‌بخش گوش‌ها. آن‌گاه که از کار خود فارغ شد و مطمئن گشت که به غایت هدف خود رسیده، شادمان از ساخته‌ی خود، از طرب جنبید و در اوج شادی، سازش را شکست.
در اتاق 340 هتل باور در ونیز بودم که کارمند بخش پذیرش هتل، نامه‌ای غریب برایم آورد. نامه‌، رنگی از کهنگی داشت و با جوهری قدیمی نوشته شده بود. نامه از سوی آلبرتی روسو بود که به نام به من فرستاده شده و در آن با اصرار از من خواسته شده بود به کنسرت یک گروه موسیقی بروم در ساعت ده صبح فردا در میدان سَن مارکو.
صبح روز بعد، با دوستم این دعوت را پاسخ گفتیم و به راه افتادیم. خیابان‌ها، خلوت بود و دلهره‌آور. همه جا را سکوت فراگرفته بود. در حالی که داشتیم قدم‌ها را به سوی میدان خالی سَن مارکو تند می‌کردیم، جوانی موسرخ به سوی‌مان آمد. خود را آلبرتی روسو معرفی کرد و ما را به میدان خالی سَن مارکو برد. از جیبش، مشتی خاک برّاق بیرون آورد و روی زمینِ میدان پراکند. زمین جنبید و از دلش گروه موسیقی پدیدار شد. از شدت هراس، داشتیم قالب تهی می‌کردیم. شانزده نوازنده ناگهان جلوی چشمان‌مان سبز شدند. یکی از آنان، در مقابل یک پیانوی بزرگ و دو نفر، با دو چلوی عظیم. یکی دیگر در مقابل یک باس عظیم ایستاد و بقیه، همه کمانچه به دست. جولیانو کارمینو، رهبر گروه، به سوی‌مان پیش آمد و به علامت خوش‌آمدگویی، در برابرمان تعظیم کرد.
با کف‌زدن جوان موسُرخ، گروه، شروع کردند به نواختن تمپوی تند سوم (پرستو) از فصل تابستان. صدای رعدوبرق و وزش باد از سازهای جادویی برخاست و کبوتران و بلبلان از تارها، سرکشیدند. همه‌ی این‌ها، تنها سه دقیقه بود و بعد، موسُرخ، دوباره کفی زد و گروه و رهبرشان در یک چشم به هم زدن، ناپدید شدند. موسیقی، میدان قدّیس را به آتش کشیده و مردم را با غوغای‌شان از نو در آن‌جا برانگیخته بود.
در میان جمعیت به دنبال روسو گشتیم اما هیچ اثری از او نیافتیم جز آن کارت دعوت قدیمی با امضایش.

Monday, January 18, 2016

نهر الآرنو

نهر الآرنو




من جبل فالنيرونا (من سلسلة جبال الأبنيني) قرب ارتزو وسينالونجا المعمّم بثلوج يناير والمستحمّ بمطر السحب التي رفعتها الشمس من مسطّحات بحار الأدرياتيك فتنهمر سيولا في نهر الآرنو الذي يخترق فلورنسا بهدير لا يهدأ، أغنية يرسلها منذ الأزل شغف بها ليوناردو دافنشي فراح يزيّن دفاتره برسم النهر، ودراسة مدّه وجزره، وانعكاس القمر عليه، ورقص النوارس فوقه، 2000 متر مكعّب من الماء يلفظها النهر في الثانية 

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=49.
 

Sunday, January 17, 2016

دي إن إيه


دي إن إيه








في عام 1990 أفاق هابل – المرصد الذي يعوم في لجّة الفضاء- على مشهد مدهش للكون، إذ استطاع أن يرى مائة وخمسة وعشرين (125) بليون مجرَّة، وبعد عدَّة سنوات مسح عدسته وأعاد تثبيتها فاتَّسع مدى الرؤية، صار يرى ثلاثة آلاف (3000) بليون مجرَّة تنتشر على مدى ستة وأربعين (46) بليون سنة ضوئية.
وعندما أمعن البصر في مجرَّتنا، درب التبَّانة، وجدها تنتشر على مساحة مائة وعشرين (120) ألف سنة ضوئية – تقدّر سرعة الضوء بثلاثمائة بـ (300) ألف كيلو متر في الثانية- وقدّر نجومها ما بين مائتن إلى أربعمائة (200- 400) بليون نجم، بينها نجم قزم أصفر بلغ متوسط عمره أربعة بلايين ونصف البليون سنة هو شمسنا، نحن سكَّان الأرض. وإذا كانت الأرض -وعمرها ثلاثة بلايين ونصف البليون سنة- تدور حول نفسها بسرعة ألف وستمائة (1600) كيلومتر في الساعة، دون أن نشعر، فهي تقطع في دورانها حول الشمس مسافة مائة (100) ألف كيلو متر في الساعة؛ والشمس بدورها تدور حول مركز مجرَّة درب التبَّانة بسرعة ثمانمائة (800) الف كيلو متر في الساعة، وتكمل دورة كاملة كلّ مائتين وخمسين (250) مليون سنة. وقبل أن تبدأ دورتها الأخيرة كانت الديناصورات تعمر الأرض.
بقي أن تعرف أنَّ كرة الشمس تتّسع لمليون كرة أرضيّة؛ والسِّماك الرامح يتَّسع لخمسة ملايين شمس كشمسنا الأرضيّة؛ ونجم "بيتلجوس" يتَّسع لثلاثمائة لـ (300) نجم بحجم السِّماك الرامح؛ أمَّا نجم "في واي كانيس مجوريس" النجم الذي لا يكاد يرى في كوكبة الكلب الأكبر، وهو أكبر نجم اكتشف في مجرَّتنا، درب التبّانة، فيتَّسع لبليون شمس بحجم شمسنا الأرضيَّة.
قف الآن أمام المرآة، وتأمل جسمك. إنَّ جسم الإنسان مكوَّن من قرابة عشرة ترليون خليّة، لا ترى بالعين المجرَّدة، وتنقسم بدورها إلى مائتي (200) صنف منها، على سبيل المثال لا الحصر، خلايا العضلات، وخلايا العظام، وخلايا الجلد.. وغيرها. انظر إلى قدمك وتأمل الإصبع الصغرى، تتراوح خلاياها بين اثنين إلى ثلاثة آلاف بليون خليَّة. تخيَّل قصراً مليئاً بحبيبات البازيلاء، هذه الحبيبات الخضراء، هي الخلايا ممثَّلة في إصبع قدمك الصغرى.
لنأخذ أبسط الكائنات ذات الخليَّة الواحدة كالإيكولاي، إنَّها أصغر من خلايا الإنسان -المعقَّدة- بأكثر من ألف مرَّة، وهي تكاد أن تشبه، إذا ما قورنت بخليَّة إنسان، زورقاً صغيراً يقابل باخرة. تتكوَّن خليَّة الإيكولاي من جدارين خارجيّ وداخليّ للخليَّة، وأسواط دافعة –كسوط الحيوان المنوي- وسائل يعرف بالسيتوبلازم –سبعون بالمائة منه ماء وثلاثون منه أنزيمات تنتجها الخليَّة-، وشريط ملتو كجزَّة صوف –(عقدة من الخيوط) يدعى الـ (دي إن إيه) يسبح في السائل، والـ (دي إن إيه) يدعى: المورِّث وهو الحمض النووي الذي يحتوي على التعليمات الجينية التي تصف التطور البيولوجي للكائن لو مددت خيطه بخط مستقيم لجاوز طول الخليَّة بألف مرَّة.
إنَّ كل الوظائف والعمليَّات تتمُّ في الخليَّة بواسطة الأنزيمات. إذا أدركت عمل الإنزيمات ستدرك ما هيَّة الخليَّة. في بكتيريا الإيكولاي –وحيدة الخليَّة- هناك ألف نوع من الأنزيمات، وهي تعتبر ماكينات متناهية الصغر للتفاعل الكيميائي تعوم في بحر من السيتوبلازم، تبني وتحوِّل وتعيد نسخ ذاتها باستمرار ما دامت الخليَّة، فما الخليَّة إذاً إلا حقيبة صغيرة من التفاعلات الكيمائية تتمُّ بواسطة الأنزيمات، والأنزيمات بدورها ما هي إلا أحماض أمينيَّة في صورة بروتينات.
أمَّا البروتينات فهي سلاسل من الحمض الأميني، كما أنَّ الحمض الأميني هو الجزيء الواحد في سلسلة أيّ من البروتينات.
إذا استثنينا الدهون، فستُّون في المائة من جسم الإنسان ماء، وعشرون منه بروتينات، والبقيَّة هي طيف من العناصر كالكالسيوم –في العظام- وغيرها. هناك عشرون نوعاً من الأحماض الأمينيَّة في جسم الإنسان وحده من المائة حمض أمينيّ في الطبيعة. بقي أن تعرف أنَّ بعض ما يحتاجه الجسم من الأحماض الأمينيَّة مصدره الجسم، والأخرى مصدرها الغذاء.
ويبقى السؤال: من الذي يصدر كلّ هذه الأوامر والتوجيهات، من هو مركز التحكُّم الذي يدير شؤون الخليَّة، ويوجّه الأحماض الأمينيَّة بتنفيذ قائمة الأعمال السالفة الذكر؟ يقينا إنَّه شريط الـ (دي إن إيه) المكوَّن بدوره من الجينات والكراموزومات، وهو مركز التحكُّم في الإيكولاي وحيدة الخليَّة، كما هو في سائر الكائنات الحيَّة الأكثر تعقيداً كالنباتات والحيوان والإنسان. إنَّ هذا الشريط اللولبيّ المزدوج مكوَّن من أربعة حروف مصطفَّة في تقابل ثنائي. ففي الإيكولاي هناك أربعة ملايين صفَّاً من الحروف المتقابلة هي مركز الإدارة الذي يبثّ الحياة في الخليَّة. أمّا في خليَّة الإنسان فيبلغ عدد الصفوف ثلاثة بلايين صفَّاً.
قبل الختام سأخلص إلى أجسام بتنا نعرفها جيّداً تصغر الخلايا بمائة مرّة تسمَّى الفيروسات، فبينا البكتيريا تعتبر كائناً حيَّاً، فالفيروسات ما هي إلا مركَّب حيّ –ليست كائناً- تحتاج إلى كائن أو وسط تعيش فيه وتتكاثر من خلاله. لدى الفيروسات، كما للبكتيريا، دي إن إيه وآر إن إيه (والآخر هو الرسول الذي يبلِّغ (تنفيذ) الأنزيمات بالأوامر المكتوبة (التشريعات) في الـ (دي إن إيه)، فما إن يتمكَّن الفيروس من اختراق الخليَّة الحيَّة حتّى يمضي إلى احتلال قمرة القيادة فيستبدل شريط دي إن اي وآر إن إيه الخليَّة بشريطه هو ويبدأ بإنتاج ذاته. وعلى الرغم من أنَّ الفيروسات أشدَّ فتكاً من البكتيريا التي نستطيع محاربتها بالمضادات الحيويَّة، إلا أنَّنا نجحنا بتوجيهها في علوم الهندسة الوراثيَّة حديثا لعلاج بعض السرطانات.
إذاً، قبل أن يشرع الإنسان البدء في الكتابة، كانت هناك كتابة أشدّ ذكاء أنجزت قبل ثلاثة بلايين سنة في البكتيريا الوحيدة الخليَّة وفي الفيروسات. وفي العقود القليلة القادمة سنقرأ شفرة الجين البشري بعد أن فككناه، وستكون البشريَّة على مفترق طريقين: إمَّا الدمار وتوظيف العلم للشرّ.. أو المضيّ في فكِّ طلاسم الكون والوجود، إنَّنا في حاجة ملحَّة إلى نظام أخلاقي جديد للبشريَّة، نظام تشريعيّ وآخر تنفيذي، نظام يرتقي بنا من الفرديَّة إلى الإنسانيَّة، يحسن قراءة الشريط الجينيّ ويحسن فهمه ويرسم مستقبل الأرض ومن عليها، إنّنا في انتظار أن يتحقَّق ذلك.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=50

Thursday, January 14, 2016

الجيب والجتا وسبع الليل





الجيب والجتا وسبع الليل
حدثت الحكاية في السبعينات
كان اسم حارس المدرسة الليلي (سبع الليل (
وكان من أولئك الحراس اللذين يبكّرون في النوم، فليس له من اسمه إلا الليل..
وكان موسم امتحانات
الصديقان (س) و (ص) كانا للتوّ قد فرغا من امتحان ذلك اليوم في الرياضيات
قالا: لقد سلّمنا أوراقنا بيضاء تسوء الناظرين
قال (س) وهو يحاول أن يستحضر تلك الحادثة البعيدة: كنت أخبئ كتاب الرياضيات في العنق الطويل لحذائي الجلدي، ولكن ما حيلتي وأنا أتطلّع في الكتاب دون أن أدرك منه قليلا ولا كثيرا، فما أدراني ماذا يريدون بلفظ الجيب أو الجتا التي أراها لأول مرّة، تبّا لمن يطلقون هذه الأسماء خلف نظّاراتهم السميكة.
وأضاف (س): الجيب والجتا لعلّها أقرب إلى أسماء بعض المومسات في حارة سكة الخيل.
وأضاف: ما فائدة القواميس التي كانت تثقل من وزني نحو كيلوين وربما ثلاث، ولكنها لم تفعل أكثر من جعلي أتذكر ثقّالات معدن الرصاص التي تهبط بالشبكة في عمق الماء، فلقد شعرت أن القواميس كانت بارعة في سحبي إلى أعماق لم أعرفها من قبل.
من أين يجب أن أبدأ بتفكيك وحلّ سؤال رياضيات في كتاب لا يقدّم ولا يؤخر ...
بحثت عن نجدة هنا وهناك، رفعت بصري، ثم خفضته، واستدرت ذات اليمين مرة، وذات الشمال أخرى، فركت أصابعي، أردت أي أشارة تقودني إلى الجيب والجتا فلم أجد شيئا.
فلم يكن من بد سوى أن نسلّم أنا و (ص) أوراقنا بيضاء
في تلك الليلة قصدنا المدرسة وسألنا سبع الليل، وكان جفناه يثقلهما النعاس: متى يفرغ الأساتذة من تصحيح أوراق الامتحانات؟.
فقال أنهم يمكثون حتى الحادية عشرة مساء.
تطلعنا في بعضنا قليلا وكأننا نتفق على أمر دون أن ننبس به
ولم نضيّع وقتا. فما أن حلّت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى كنت أنا وصديقي نتسلّل عبر النافذة إلى غرفة أوراق الامتحانات في قسم الإدارة من المدرسة.
كنا نحمل مصباحا يدويا فصوّبناه إلى تلول صغيرة من أوراق الامتحانات، وأخذنا نتنقّل بينها حتى عثرنا على أوراق كتب عليها "الرياضيّات"، فتأبطناها بسرعة كما فعل من قبل تأبط شرا حينما وضع سيفه تحت أبطه وخرج.
ولعمري لقد كانت أوراق الجيب والجتا أثقل من السيف وأشرّ منه.
فكرنا بمكان بعيد لنتخلّص من حملنا الثقيل، فلم يسعفنا خيالنا بأبعد من كاسر الأمواج، وبالطبع سيلتقمها البحر إلى أحشائه بسرعة، فهي أثقل من محمل مثقوب. وهل هناك أثقل على القلب من الجيب وجتاه؟.
وفي الصباح التالي استيقظت المدينة على أمر جلل، فلقد سُرقت أوراق امتحان الرياضيات من مدرسة (ع).
فاطمأنت نفوسنا إلى أننا فزنا بنصيب من إعادة الامتحان وعاهدنا الله وأنفسنا أن نأخذ الأمر بجدية هذه المرة حتى لا نضطر إلى حشر قواميس لا تنفع ولا تضر في أحذيتنا.
بدأت التحقيقات مع سبع الليل، ولم يتردد في إخبارهم بمن تردّد عليه أو سأله، فذكر أسماءنا أمام اللجنة التحقيقية.
ولكن ولسبب نجهله تماما وأثار فينا الشكّ والقلق تم استبعادنا من كل مراحل التحقيق، بل وحُقّق مع طلبة آخرين.
وبعد أيام قليلة هدأت جلبة الجيب والجتا ومضت الامور وكأن شيئا لم يحدث.
وعندما أعلنت الإدارة عن نتائج الاختبارات، حصلت أنا وصديقي (ص) على علامة صفر بالمئة
كيف يمكن لمثل هذا الأمر أن يحدث؟
لابد أن خطأ ما قد وقع.
تحرّينا الأمر وأخذنا نتنقّل بين هذا وذاك، حتى عرفنا أن الأوراق المسروقة كانت تعود إلى (فصل باء) ونحن في (فصل ألف).
كيف حدث كلّ هذا؟
ثم عرفنا أن البحر لم يبتلع الأوراق، بل تواطأ مع الإدارة وأعاد لهم الأوراق سليمة لم يمسسها سوء.
فكرت أنا وصديقي (ص) وقلنا لبعضنا: الجيب والجتا في فصل (ألف) أثقل بكثير منها في فصل باء





http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=51

Wednesday, January 13, 2016


للقلم الباركر






كنت في الصف الثاني الابتدائي في مدرسةٍ بدوحة قطر، عندما كان الرعب يدبّ فينا من الإدارة والأساتذة لأنهم كانوا لا يتورّعون عن الضرب المبرّح.
وأتذكّر أنني تعرّضتُ إلى الضرب على قفاي في أول يوم دراسي عندما التبس الأمر على أحد المدرّسين وظنّ أنني لم أحمل معي دفترا وقلما إلى الفصل الدراسي.
كانت المواد الدراسية توزّع مجانا وعلى مدار أيام، فلم أكن قد استلمت حصّتي من الدفاتر والأقلام بعد.
وحتى حينما يحدث أمر كهذا فليس عليك أن تنتظر سبيلا لاعتذار المدرّس
لم يبرح ذاكرتي قطّ بكائي المرّ.
لم تكن أفعالك الحميدة واجتهادك تكفي ليكفّ المدرّس عن الضرب، ولقد كنت متفوّقا في فصلي عندما نودي عليّ من قبل الإدارة، فشعرت بألم غامض يحفر طريقه إلى لحم قفاي الغضّ.
ذهبت إلى الإدارة وأنا أقدم ساقا وأؤخر أخرى حتى بلغتها. ففوجئت بالمدير وهو يثني عليّ ويقدّم لي قلما من نوع باركر بسبب اجتهادي والمرتبة التي حصلت عليها.
وعند عودتي إلى الصفّ كانت قدماي تطيران بي هذه المرة، أما القلم فلقد كان ثقيلا في جيبي لأنه كان شبيها بتعويذة حماية كنت بأمسّ الحاجة إليها.
وعندما دخلت الفصل، دعاني إليه الأستاذ (س) وطلب مني القلم.
فأعطيته إياه وأصبح جيبي فارغا مثل قلب أم موسى وخفيفا مثل ريشة ستخفق فيها رياح عنف المدرس مرة أخرى.
وفي اليوم التالي رأيت ابنه الذي كان زميلا لي في الفصل وهو يحمل قلمي ذاته، فازداد ثقلا على الثقل الذي كان له أصلا بسبب أبيه المدرّس.
كان هذا الأستاذ بالتحديد من أكثر الأساتذة الذي يمعنون في عقابي.
ولقد شكوت ذلك إلى أمّي مرارا، وبعد أن تواترت شكواي لم تجد أمي رحمها الله سبيلا إلى تجاهل مخاوفي، فطلبت من قريبنا (السليطي) أن يفعل شيئا ليكفّ هذا الأستاذ عن معاقبتي. فوعدها خيرا.
وفي صباح اليوم التالي نودي عليّ في الإدارة ثانية، فخفق قلبي واضطرب وكان خفيفا ومنزوعا من القوة التي كان يمكن للقلم الباركر أن يمدّه بها.
دخلت وجلا ، فرأيت الأساتذة مصطفين مثل طلبةٍ نجباء، وكان المدير واسمه الأستاذ شاهر يقف رفقة قريبنا جنبا إلى جنب.
تطلّع فيّ المدير برهةً خاطفةً قبل أن يسألني: من هو الأستاذ الذي يضربك بلا سبب؟.
فأنكرت أن يكون هناك من يضربني، وقلت لا أحد.
فقال وهو يرمقني هذه المرة بإمعان وبنظرة صارمةٍ : إذا لم تبح باسمه اليوم، فسيقتلك غدا.
عندها، رفعت إصبعي وكان شبيها ببوصلة لا يمكنها الإشارة إلى غير جهة هذا الأستاذ، وقلت باقتضاب: هذا
فما كان من قريبنا إلا أن حدّق فيه بنظرة تقدح شررا وقال له: إن سوّلت لك نفسك ثانية ومددت يدك على ابننا فسأقطعها لك، وإن علمت أنّك سبّبت له أدنى ضيقٍ، فسأقبض عليك وأحملك بيديّ هاتين وألقي بك إلى أوّل طائرة تخرجك من البلد.
ومنذ ذلك اليوم لم يستطع ذلك الأستاذ أن يرفع عينيه بعينيّ.
بيد أن فصول العقاب لم تنتهِ عند هذا الحدّ، فلقد كانت نائمة لبعض الوقت حتى أيقظتها عودتنا إلى أبوظبي في عام 1968.
وهو ذات العام الذي شهد عقاب أخي صائد العصافير خلف سيف سالم
http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=52


Wednesday, January 6, 2016

On the route to the bride of the Adriatic







ON THE ROUTE TO THE BRIDE OF THE ADRIATIC.
27th December 2011.
In the adjacent seat of business class, the little blond boy went on spreading viruses in each and every direction, spraying his bullets all over the passengers from a nasal pistol that would not cease to sneezing. I said to my friend: “We should have armed ourselves with some vitamin C capsules.” Yet, the boy reminded me of my polished hair locks but in black.
Two hours elapsed and the plane landed at the humble Milan airport with its old plane stairs and wale bus which promptly swallowed the passenger for a few minutes then threw them up at the customs gate. After luggage reclaim, we boarded the hotel Mercedes prudently arranged by my companion. It was my habit to take a warm bath upon arriving to Milan which I did in preparation for dinner at Don Carlos.
Dinner at Don Carlos means dinner in the company of our friend Mohsin Suleiman (May his soul rest in peace) along with his great mates Verdi, Wagner, Fleta, Tetrazzini on table number one which Mohsin booked in advance in our reception.
“Don Carlos is one of the finest Italian restaurants and the dearest to my heart” said my friend as the music of “Va, pensiero – Fly, thoughts” decanted into our ears as a vintage luxurious perfume compelling the Coral of paintings that decorate the walls to echo: “Molto bene” following each movement.
Simone; the kind-hearted waiter who had received us at the beginning of the year recognized us immediately. "You have promised us a visit to Dubai," exclaimed my friend as Simone was serving us two glasses of Prosecco. "My four-months child could not bear to travel" answered Simone, "Now that he is more than a year old, I started looking forward to the opportunity".
Mohsen Solomon was turning the pin of the Gramophone to greet us with Mozart’s "Champagne Aria: Fin ch'han dal vino calda la testa" from Opera “Don Giovanni”. Mohsen said: "If someone knocks my door and it was Beethoven I would bow raising my hat and say:" Chapeau", but if it was Mozart I would just drop unconscious".
Oh Mohsin, I had to toil for years to learn that the cause of your falling and fainting was only because Beethoven did not compose but one opera in his entire long life; “Fidelio”, while the imaginings of the ephemeral Mozart yielded ninety-three operas occupies five of which are the most performed globally, alas death snatched the spirit of the musician at the age of thirty-six.
My friend inquired about the delicious roasted turkey we had at the beginning of the year; it was not on the menu. Simone explained that he can personally arrange for it with the Chef for tomorrow. We requested: “For tomorrow’s dinner, book the same table for the same group”.
Mohsen was still fiddling with the pin insisting on playing "Madamina, il catalogo è questo" – "My dear lady, this is the catalogue” from Don Giovanni.
We returned after a pleasant evening to Wallis Spencer Wing where that the Duchess of Windsor related the news of Edward VIII, and what made the lover who had just been coroneted in the 20th of January 1936 to soon place the crown at her feet and abdicated on 11 December of the same year.

Tuesday, January 5, 2016



الباشا الإيطالي وأسماك بوسايدن











الباشا الإيطالي وأسماك بوسايدن
هربا من سياط برد يناير ولسعات زمهرير الشولة
دلفنا إلى مبنى متحف الـ 900 بواجهاته الزجاجية العملاقة
وأطلقنا العنان لأقدامنا في صعود لولبيّ على درج مطعم (جاكومو أرنكاريو)
وأخترنا طاولة تطلّ على ساحة الدومو في ميلانو
ولعلّ في ميلانو واحدة من الغرائب التي لا يمكن أن تعثر عليها في مكان آخر، فهي عاصمة إقليم لامبارديا في الشمال الإيطالي وتقع في قلب وادي البو في وسط الطريق إلى نهر البو جنوبا والبحيرات وجبال الألب شمالا، إلا أنها تُعدّ أكبر سوق تتركّز فيه تجارة السمك في إيطاليا، فيؤتى إليها السمك من كلّ بحرٍ وفجّ عميق قبل أن يوزّع على المدن الإيطالية الأخرى.
وأنت في ميلانو لا يفوتنّك العجل الميلاني المسمّن برفاهية والمهدى إليهم من النمسا، أو الرز بالزعفران، وهو ضرب من الرز لا يتشاركه أحد معها، فهو يُزرع في تيمونتي وتمونتوا، ويساوي وزنه ذهبا وهو الأمر الذي يتمدّد خارج المجاز اللغوي عندما يُقدّم إليك متوّجا بشريحة من الذهب.
كانت الحياة تدب في ساحة دومو التي نواجهها بوجل يليق ببرد يناير الذي يعرف طريقه إلى مسالك الجسدّ فيهزّه هزّا عنيفا وكأنه يُذوّبُ بعضا من جسمه فيه، أو يوزّع جسمه في جسوم كثيرة تشكّل ماراثون البرد الميلانيّ.
في هذا المطعم طلبنا طبق التونة ترتار، وسلطة القباب والأفوكاتو ولحمة الفيسوني، وهو عجل عرفت الرفاهية طريقها إلى لحمه فصار لا يحتاج إلا لثلث ما تحتاجه اللحوم الأخرى من وقت لينضج.
تبادلنا حديثا مع نادل طاولتنا (دانييل)، كان يقدم ساقا ويؤخر أخرى ويداه تصفّ الأطباق عندما حانت لحظة قال فيها: أنه من برج الميزان، ثمّ عدّل طبقا آخر على الطاولة قبل أن يسحب يده ويردف قائلا: إنه برج الباشوات. وصمت لبرهة قبل أن تنفجر (هـ . هـ) بضحكة مدويّة لم تتمكن من حبسها فانطلقت من عقال فمها حتى أرسلت عيناها الدموع، أردت ان أتبيّن السبب في هذا الضحك التي لا يبدو أنها ستكفّ عنه، خصوصا بعد أن بدأت كلماتها تصلنا مقطّعة الأوصال وكأنها في قيامة غير منجزة، فقالت (ف) إنها تقول: إذا كنت يا دانييل من برج الباشوات حقا، فما عليك إلا أن تثبت ذلك بعمل خصم على فاتورة الحساب.
لقد عمل دانييل في بقاع وجغرافيات تتوزّع مشارق الأرض ومغاربها، ولم يبق له من باشويته سوى الميزان، فقلت لعلّ الجوزاء كانت تسكن قبة السماء حينما وُلد فانحرف عنه المجد.
قال (ميم) لدانييل وقد تساءل مالذي يدعو إلى كلّ هذا الضحك: إن السيدة (هـ . هـ) تسألك إن كنت مستعدا لتخصم من فاتورة الحساب على ما درجت عادة الباشوات؟.
عندها رمقنا دانييل وتنقّل ببصره هنا وهناك، ثم أدار لنا ظهره دون أن ينبس بكلمة واحدة، وخاصمنا خصاما عتيدا كخصام الباشوات.

Sunday, January 3, 2016

ديانا الربة





في مغارة عند أقصى الغابة اعتادت ربّة الصيد أن تستحمّ من ينبوع بها كلّما كدّها التعب، ألقت ديانا سهامها وأسلمت قوسها لحوريات الينبوع وما أن خلعت ثيابها حتى رحن يغترفن الماء ويسكبنه عليها من جرارهن الطافحة، إذ أقبل آكتيوس (اكيتون) حفيد قدموس يدفعه قدره إلى المكان المحتوم. ولم يكد يضع قدميه في هذا المنعزل حتى تصايحت الربّات وقد لمحن رجلا، فالتففن حول ديانا الربة ليقمن لها سورا من أجسادهن. وإذ لم تسعفها القوس ولا السهام فقد نضحت الغريب بالماء وهي تقول: إذهب، وأخبرهم بأنك رأيتني عارية إن استطعت ذلك.
وسرعان ما أنبتت في الرأس الذي بللّه الماء قرنين، وأطالت عنقه ودببّت طرفي أذنه، فأحالت الفتى وعلا شديد الهلع فرّ يصرخ: ما أشقاني، ولكن لم تخرج من فمه أية كلمة. وإذ لا يمكنه العودة للقصر فكّر في الإختباء في الغابة. وأثناء تردده لمحته كلاب صيده فانقضّت عليه وراحت تطارده متلهفة على الفريسة. أراد ان يصرخ: أنا آكيتون، تذكري سيّدك" غير أن الكلمات لم تعد طوع إرادته. وما أن أدركته حتى مزّقته أشلاء.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=41

في الطريق إلى عروس الإدرياتيك








27 ديسمبر 2011م
الطفل الأشقر الصغير في المقعد المحاذي لنا في درجة رجال الأعمال راح ينشر فيروسات من طبقة رجال الأعمال على المسافرين في كل اتجاه بمسدس انف لا يتوقف عن العطس، قلت لصاحبي: كان علينا ان نتزوّد ببعض كبسولات من فيتامين سين (جيم). خصلات شعره الأشقر المصقولة كان لي مثلها فيما مضى من الزمان ولكن سوداء.
ساعتان وهبطت بنا الطائرة مطار ميلانو المتواضع بسلالمه القديمة واوتوبيسه الحوت، الذي سرعان ما ابتلع ركّاب الطائرة لدقائق ثمّ لفضهم على بوّابة دخول الجمارك. بعد جمع الأمتعة اقلّنا سائق المرسيدس الذي دبّره الفندق بحسن تدبير من صاحبي، اخذت كعادتي في ميلانو حماما دافئا فور الوصول وبدأنا الإستعداد لوجبة العشاء في دون كارلوس. وجبة عشاء في دون كارلوس يعني عشاء بمعيّة الصديق محسن سليمان (رحمه الله) ورفاقه الكبار فيردي، فاجنر، فليتا، تترازيني على الطاولة رقم واحد التي اعدّها محسن سلفا لاستقبالنا.
"دون كارلوس أحد اروع المطاعم الإيطاليّة واحبّها اليّ"، قال صاحبي، كانت موسيقى فا بانسييرو (ايتها الأفكار) تندلق كعطر فاخر قديم على اسماعنا، يكاد كورال الصور التي تزيّن جدران المطعم ان يردد وراء كل مقطع: الله الله. النادل سيموني الطيّب الذي استقبلنا اول هذا العام عرفنا على الفور، "كنت قد وعدتنا بزيارة دبي" سأله صاحبي بينا راح يقدّم الينا كأسين من البريسّيكو، "لم يكن طفلي ذو الأربعة شهور يطيق السفر "اجاب سيموني، "الآن وقد تجاوز العام، صرت اتطلع لفرصة السفر الى بلدكم".
محسن سليمان يدير قرص الجرامافون ليحيّينا باغنية الشامبانيا (الشامبين) لموزارت من اوبرا دون جيوفاني الشهيرة. قال محسن: "لو طرق بابي شخص وفتحت له الباب وطلع بيتهوفن باقول وانا انحني امامه رافعا له القبعة: "شابو"، بس لو طرق الباب احد ففتحت وكان موزار لوقعت مغشيّا عليّ". آه يا محسن، كان عليّ ان اشقى سنينا لأعرف انّ علّة تلك الوقعة او الغشية التي انتابتك ما كانت الاّ لأن بيتهوفن لم يكتب في حياته المديدة الاّ اوبرا واحدة هي فيديليو، بينا راحت مخايل موزارت (على قصر عمره) تغدق تسعا وثلاثين اوبرا تحتلّ خمسا منها اكثر الأوبرات عرضا في العالم سنويا، لقد استلّ ملك الموت روح الموسيقار وهو لم يناهز السادسة والثلاثين من العمر.
سأل صاحبي عن طبق الديك المشوي اللذيذ الذي اكلناه اول هذا العام والذي لا يوجد في قائمة الطعام هذه الليلة، فرد سيموني انّ بإمكانه ترتيب ذلك مع الشف (الطبّاخ) في الغد بشكل خاص، فطلبنا منه حجز الطاولة رقم واحد لعشاء الليلة القادمة مع ذات الرفاق.
محسن يقلب قرص الجرامافون ويصرّ على اسماعنا اغنية (سيّدتي العزيزة اليك فهرس الأسماء) من اوبرا دون جيوفاني. عدنا بعد سهرة طيّبة الى جناح واليس سبنسر دوقة وندسور لتقصّ علينا انباء ادوارد الثامن، وما الذي دعى هذا العاشق الذي ما كاد يتوّج ملكا على بريطانيا في 20 يناير 1936 حتّى راح يضع التاج عند اخمص قدميها ويتنّحى عن الحكم في 11 ديسمبر من ذات العام.

http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_article_indetail.php?articleid=42

Friday, January 1, 2016

Leo Mario and the Scorpio Lady





"I am confident she is Scorpio!" I said exuberantly, “I think so too” replied my friend confidently. We hailed the waitress at “Da O Batti” restaurant: "Ada, what is the sign of the manager of the place?”, “One moment please, I will ask Mario” squeaked her voice while she evaporated among the smoulders escaping from the kitchen. Moments and she returned bringing the good tidings:" Scorpio”. My friend smirked: “Again we are right”.
We made the acquaintance of Da O Batti years ago, and there we found the magnificent Scampi of Portofino ". Patrizia was the owner of a gallery there and she was the one who guided us to Batti. The “Scampi” experience is something we kept on remembering for months to come.
Chianti wine: “Whomever samples Chianti wine shall come back to Chianti”, Portofino scampi: “Ditto!”; we were back to Portofino in quest of our lost stray. Alas, Patrizia didn’t carry good news for us narrating that Mario the brilliant chef had left the restaurant taking the magic scampi formula with him, Mario had opened a new restaurant; the "Pado”. “The owner of Da O Batti had an accident which left him incapacitated" Patrizia cawed "and she (The Missus) took over and moved heaven and earth, sent forth and kept back; almost lurching the place into a Trojan warzone. Soon the hassle stretched to Mario erupting into a conflict with Madam. Mario chose safety and resigned, and now he has an independent restaurant bearing the name "Pado".
On December 20th 2013 we were at Pado having dinner chit chatting with Ada and Idris: the waiter recognized and greeted us. That night he had responded to Mario’s request to lend a hand since many customers had arrived; a number far more than expected. Idris was a polite Moroccan young man still working at Batti, he whispered: “I came without notifying Madam, if she knew it would be my murky end”, he said that with a smile “veneering his visage”. Idris was asking customers spread over the tables not to disclose his attending to Madam since the customers were from the town itself. Idris added: “The crippled man is Gemini: kind hearted but his wife is a tyrant. I was at their home this morning and they were fighting and shouting as usual so I left not looking over my shoulder”. It was then that I said to my friend: “I am positive that she is Scorpio!”. “Definitely she is!” he replied.
Shrimp pickled with Tropea onions is a very simple dish but it was definitely made on Mount Olympus for the gods of Olympuss under the auspices of Mario and offered with tears of Franciacort, zucchini omelet and marvelous clamps. But the magic rests in the recipe, “La ricetta di Mario” for scampi is what makes you sip even its juices. When “The Dish” is served, the customers would turn into an Orchestra of austere players in praise of Mario. Mario would highly recommend “Cervaro Della Sala” the pride of Antinori winery: an impenetrable fortress visited by wine pilgrims and its nights are kept in the merry company of the affable amusing followers of Bacchus.
I remember what Patrizia said: “The people of Portofino attempted to decipher “Scampi ricetta di Mario” but their efforts “have gone up in smoke” as they say”. We discreetly interrogated Ada about the secret of the amazing Tropea tinted shrimp, she whispered: “I once glimpsed Mario slicing the shrimp and marinating it in wine for a whole night and…”; she didn’t finish because she heard Mario walking out of the Kitchen, safety was what she chose since she knew that breaching the secrecy of Mario’s “ricetta” is a matter of life and death. We headed back with Roberto, a continuously laughing Pisces. He giggled as usual and said with a gruff voice coming from the darkness of a deep well: “How was dinner?” we answered: “Great”. “Did you have Scampi?” he wondered, We Italianized: “Molto bene”. Roberto, a fifty-two years old, looked younger than his age so it was our turn to ask. He stated: “Its Portofino fair weather”.
I scenically commented: “or the credit goes to the wife”. He dismissed the notion immediately: “Anyone but her, she is the cause of my misery my friend”, he digressed saying: “As for the Scampi, I am the son of Portofino and the folks here tried for a long time to crack the puzzle of Mario’s scampi and failed big time”, he said it with an ocean-deep chuckle.
At the dinners we spent at Pado, courtesy of Mario, I noticed the scarce number of customers. I assumed that winter was standing between the master and his congregation but I came to learn one night from Giuliano, owner of Balin Cuisine in Sestri Levante: “Italians are opting for cheaper meals mimicking Portofino’s “hustle and bustle” summer tourists. Restaurants offering fresh meals became a rarity, even a few fishermen would endure the adversity of fishing.” He added: “In Sestre Levante, only one fisherman provides fresh supplies for merely two out the jungle of restaurants in town”.
During my morning strolls where I traversed tens of kilometers from Rapallo to Portofino – which I consider to be one of the most beautiful routes I have ever set foot on – I caught sight of Mario several times standing as a lion (he is Leo by the way) at the doors of Pado in Santa Margherita Ligure waiting in vain for customers to drop by but the folks were busy gobbling cheese Mac’s and Burger Kings’.
I used to wave hello from a distance on my way to Portofino or heading back to Rapallo and Mario still stood there: a roman centurion in a no-war era. Abu Al Tayyib Al Mutanabbi – a great Arab poet if not the greatest – once complained from the recession in the “poetry market” stating: “tainted words made being deaf an acclaimed virtue”.
Thus I interpreted Mario’s circumstances so I asked him: “Is food ruined my friend?”, the heartbroken reply came: “No it wasn’t, especially in my restaurant but the sense of taste in our times has being tainted, the bons vivants are opting to fast”.

Leo Mario and the Scorpio Lady





"I am confident she is Scorpio!" I said exuberantly, “I think so too” replied my friend confidently. We hailed the waitress at “Da O Batti” restaurant: "Ada, what is the sign of the manager of the place?”, “One moment please, I will ask Mario” squeaked her voice while she evaporated among the smoulders escaping from the kitchen. Moments and she returned bringing the good tidings:" Scorpio”. My friend smirked: “Again we are right”.
We made the acquaintance of Da O Batti years ago, and there we found the magnificent Scampi of Portofino ". Patrizia was the owner of a gallery there and she was the one who guided us to Batti. The “Scampi” experience is something we kept on remembering for months to come.
Chianti wine: “Whomever samples Chianti wine shall come back to Chianti”, Portofino scampi: “Ditto!”; we were back to Portofino in quest of our lost stray. Alas, Patrizia didn’t carry good news for us narrating that Mario the brilliant chef had left the restaurant taking the magic scampi formula with him, Mario had opened a new restaurant; the "Pado”. “The owner of Da O Batti had an accident which left him incapacitated" Patrizia cawed "and she (The Missus) took over and moved heaven and earth, sent forth and kept back; almost lurching the place into a Trojan warzone. Soon the hassle stretched to Mario erupting into a conflict with Madam. Mario chose safety and resigned, and now he has an independent restaurant bearing the name "Pado".
On December 20th 2013 we were at Pado having dinner chit chatting with Ada and Idris: the waiter recognized and greeted us. That night he had responded to Mario’s request to lend a hand since many customers had arrived; a number far more than expected. Idris was a polite Moroccan young man still working at Batti, he whispered: “I came without notifying Madam, if she knew it would be my murky end”, he said that with a smile “veneering his visage”. Idris was asking customers spread over the tables not to disclose his attending to Madam since the customers were from the town itself. Idris added: “The crippled man is Gemini: kind hearted but his wife is a tyrant. I was at their home this morning and they were fighting and shouting as usual so I left not looking over my shoulder”. It was then that I said to my friend: “I am positive that she is Scorpio!”. “Definitely she is!” he replied.
Shrimp pickled with Tropea onions is a very simple dish but it was definitely made on Mount Olympus for the gods of Olympuss under the auspices of Mario and offered with tears of Franciacort, zucchini omelet and marvelous clamps. But the magic rests in the recipe, “La ricetta di Mario” for scampi is what makes you sip even its juices. When “The Dish” is served, the customers would turn into an Orchestra of austere players in praise of Mario. Mario would highly recommend “Cervaro Della Sala” the pride of Antinori winery: an impenetrable fortress visited by wine pilgrims and its nights are kept in the merry company of the affable amusing followers of Bacchus.
I remember what Patrizia said: “The people of Portofino attempted to decipher “Scampi ricetta di Mario” but their efforts “have gone up in smoke” as they say”. We discreetly interrogated Ada about the secret of the amazing Tropea tinted shrimp, she whispered: “I once glimpsed Mario slicing the shrimp and marinating it in wine for a whole night and…”; she didn’t finish because she heard Mario walking out of the Kitchen, safety was what she chose since she knew that breaching the secrecy of Mario’s “ricetta” is a matter of life and death. We headed back with Roberto, a continuously laughing Pisces. He giggled as usual and said with a gruff voice coming from the darkness of a deep well: “How was dinner?” we answered: “Great”. “Did you have Scampi?” he wondered, We Italianized: “Molto bene”. Roberto, a fifty-two years old, looked younger than his age so it was our turn to ask. He stated: “Its Portofino fair weather”.
I scenically commented: “or the credit goes to the wife”. He dismissed the notion immediately: “Anyone but her, she is the cause of my misery my friend”, he digressed saying: “As for the Scampi, I am the son of Portofino and the folks here tried for a long time to crack the puzzle of Mario’s scampi and failed big time”, he said it with an ocean-deep chuckle.
At the dinners we spent at Pado, courtesy of Mario, I noticed the scarce number of customers. I assumed that winter was standing between the master and his congregation but I came to learn one night from Giuliano, owner of Balin Cuisine in Sestri Levante: “Italians are opting for cheaper meals mimicking Portofino’s “hustle and bustle” summer tourists. Restaurants offering fresh meals became a rarity, even a few fishermen would endure the adversity of fishing.” He added: “In Sestre Levante, only one fisherman provides fresh supplies for merely two out the jungle of restaurants in town”.
During my morning strolls where I traversed tens of kilometers from Rapallo to Portofino – which I consider to be one of the most beautiful routes I have ever set foot on – I caught sight of Mario several times standing as a lion (he is Leo by the way) at the doors of Pado in Santa Margherita Ligure waiting in vain for customers to drop by but the folks were busy gobbling cheese Mac’s and Burger Kings’.
I used to wave hello from a distance on my way to Portofino or heading back to Rapallo and Mario still stood there: a roman centurion in a no-war era. Abu Al Tayyib Al Mutanabbi – a great Arab poet if not the greatest – once complained from the recession in the “poetry market” stating: “tainted words made being deaf an acclaimed virtue”.
Thus I interpreted Mario’s circumstances so I asked him: “Is food ruined my friend?”, the heartbroken reply came: “No it wasn’t, especially in my restaurant but the sense of taste in our times has being tainted, the bons vivants are opting to fast”.

Leo Mario and the Scorpio Lady





"I am confident she is Scorpio!" I said exuberantly, “I think so too” replied my friend confidently. We hailed the waitress at “Da O Batti” restaurant: "Ada, what is the sign of the manager of the place?”, “One moment please, I will ask Mario” squeaked her voice while she evaporated among the smoulders escaping from the kitchen. Moments and she returned bringing the good tidings:" Scorpio”. My friend smirked: “Again we are right”.
We made the acquaintance of Da O Batti years ago, and there we found the magnificent Scampi of Portofino ". Patrizia was the owner of a gallery there and she was the one who guided us to Batti. The “Scampi” experience is something we kept on remembering for months to come.
Chianti wine: “Whomever samples Chianti wine shall come back to Chianti”, Portofino scampi: “Ditto!”; we were back to Portofino in quest of our lost stray. Alas, Patrizia didn’t carry good news for us narrating that Mario the brilliant chef had left the restaurant taking the magic scampi formula with him, Mario had opened a new restaurant; the "Pado”. “The owner of Da O Batti had an accident which left him incapacitated" Patrizia cawed "and she (The Missus) took over and moved heaven and earth, sent forth and kept back; almost lurching the place into a Trojan warzone. Soon the hassle stretched to Mario erupting into a conflict with Madam. Mario chose safety and resigned, and now he has an independent restaurant bearing the name "Pado".
On December 20th 2013 we were at Pado having dinner chit chatting with Ada and Idris: the waiter recognized and greeted us. That night he had responded to Mario’s request to lend a hand since many customers had arrived; a number far more than expected. Idris was a polite Moroccan young man still working at Batti, he whispered: “I came without notifying Madam, if she knew it would be my murky end”, he said that with a smile “veneering his visage”. Idris was asking customers spread over the tables not to disclose his attending to Madam since the customers were from the town itself. Idris added: “The crippled man is Gemini: kind hearted but his wife is a tyrant. I was at their home this morning and they were fighting and shouting as usual so I left not looking over my shoulder”. It was then that I said to my friend: “I am positive that she is Scorpio!”. “Definitely she is!” he replied.
Shrimp pickled with Tropea onions is a very simple dish but it was definitely made on Mount Olympus for the gods of Olympuss under the auspices of Mario and offered with tears of Franciacort, zucchini omelet and marvelous clamps. But the magic rests in the recipe, “La ricetta di Mario” for scampi is what makes you sip even its juices. When “The Dish” is served, the customers would turn into an Orchestra of austere players in praise of Mario. Mario would highly recommend “Cervaro Della Sala” the pride of Antinori winery: an impenetrable fortress visited by wine pilgrims and its nights are kept in the merry company of the affable amusing followers of Bacchus.
I remember what Patrizia said: “The people of Portofino attempted to decipher “Scampi ricetta di Mario” but their efforts “have gone up in smoke” as they say”. We discreetly interrogated Ada about the secret of the amazing Tropea tinted shrimp, she whispered: “I once glimpsed Mario slicing the shrimp and marinating it in wine for a whole night and…”; she didn’t finish because she heard Mario walking out of the Kitchen, safety was what she chose since she knew that breaching the secrecy of Mario’s “ricetta” is a matter of life and death. We headed back with Roberto, a continuously laughing Pisces. He giggled as usual and said with a gruff voice coming from the darkness of a deep well: “How was dinner?” we answered: “Great”. “Did you have Scampi?” he wondered, We Italianized: “Molto bene”. Roberto, a fifty-two years old, looked younger than his age so it was our turn to ask. He stated: “Its Portofino fair weather”.
I scenically commented: “or the credit goes to the wife”. He dismissed the notion immediately: “Anyone but her, she is the cause of my misery my friend”, he digressed saying: “As for the Scampi, I am the son of Portofino and the folks here tried for a long time to crack the puzzle of Mario’s scampi and failed big time”, he said it with an ocean-deep chuckle.
At the dinners we spent at Pado, courtesy of Mario, I noticed the scarce number of customers. I assumed that winter was standing between the master and his congregation but I came to learn one night from Giuliano, owner of Balin Cuisine in Sestri Levante: “Italians are opting for cheaper meals mimicking Portofino’s “hustle and bustle” summer tourists. Restaurants offering fresh meals became a rarity, even a few fishermen would endure the adversity of fishing.” He added: “In Sestre Levante, only one fisherman provides fresh supplies for merely two out the jungle of restaurants in town”.
During my morning strolls where I traversed tens of kilometers from Rapallo to Portofino – which I consider to be one of the most beautiful routes I have ever set foot on – I caught sight of Mario several times standing as a lion (he is Leo by the way) at the doors of Pado in Santa Margherita Ligure waiting in vain for customers to drop by but the folks were busy gobbling cheese Mac’s and Burger Kings’.
I used to wave hello from a distance on my way to Portofino or heading back to Rapallo and Mario still stood there: a roman centurion in a no-war era. Abu Al Tayyib Al Mutanabbi – a great Arab poet if not the greatest – once complained from the recession in the “poetry market” stating: “tainted words made being deaf an acclaimed virtue”.
Thus I interpreted Mario’s circumstances so I asked him: “Is food ruined my friend?”, the heartbroken reply came: “No it wasn’t, especially in my restaurant but the sense of taste in our times has being tainted, the bons vivants are opting to fast”.

Leo Mario and the Scorpio Lady





"I am confident she is Scorpio!" I said exuberantly, “I think so too” replied my friend confidently. We hailed the waitress at “Da O Batti” restaurant: "Ada, what is the sign of the manager of the place?”, “One moment please, I will ask Mario” squeaked her voice while she evaporated among the smoulders escaping from the kitchen. Moments and she returned bringing the good tidings:" Scorpio”. My friend smirked: “Again we are right”.
We made the acquaintance of Da O Batti years ago, and there we found the magnificent Scampi of Portofino ". Patrizia was the owner of a gallery there and she was the one who guided us to Batti. The “Scampi” experience is something we kept on remembering for months to come.
Chianti wine: “Whomever samples Chianti wine shall come back to Chianti”, Portofino scampi: “Ditto!”; we were back to Portofino in quest of our lost stray. Alas, Patrizia didn’t carry good news for us narrating that Mario the brilliant chef had left the restaurant taking the magic scampi formula with him, Mario had opened a new restaurant; the "Pado”. “The owner of Da O Batti had an accident which left him incapacitated" Patrizia cawed "and she (The Missus) took over and moved heaven and earth, sent forth and kept back; almost lurching the place into a Trojan warzone. Soon the hassle stretched to Mario erupting into a conflict with Madam. Mario chose safety and resigned, and now he has an independent restaurant bearing the name "Pado".
On December 20th 2013 we were at Pado having dinner chit chatting with Ada and Idris: the waiter recognized and greeted us. That night he had responded to Mario’s request to lend a hand since many customers had arrived; a number far more than expected. Idris was a polite Moroccan young man still working at Batti, he whispered: “I came without notifying Madam, if she knew it would be my murky end”, he said that with a smile “veneering his visage”. Idris was asking customers spread over the tables not to disclose his attending to Madam since the customers were from the town itself. Idris added: “The crippled man is Gemini: kind hearted but his wife is a tyrant. I was at their home this morning and they were fighting and shouting as usual so I left not looking over my shoulder”. It was then that I said to my friend: “I am positive that she is Scorpio!”. “Definitely she is!” he replied.
Shrimp pickled with Tropea onions is a very simple dish but it was definitely made on Mount Olympus for the gods of Olympuss under the auspices of Mario and offered with tears of Franciacort, zucchini omelet and marvelous clamps. But the magic rests in the recipe, “La ricetta di Mario” for scampi is what makes you sip even its juices. When “The Dish” is served, the customers would turn into an Orchestra of austere players in praise of Mario. Mario would highly recommend “Cervaro Della Sala” the pride of Antinori winery: an impenetrable fortress visited by wine pilgrims and its nights are kept in the merry company of the affable amusing followers of Bacchus.
I remember what Patrizia said: “The people of Portofino attempted to decipher “Scampi ricetta di Mario” but their efforts “have gone up in smoke” as they say”. We discreetly interrogated Ada about the secret of the amazing Tropea tinted shrimp, she whispered: “I once glimpsed Mario slicing the shrimp and marinating it in wine for a whole night and…”; she didn’t finish because she heard Mario walking out of the Kitchen, safety was what she chose since she knew that breaching the secrecy of Mario’s “ricetta” is a matter of life and death. We headed back with Roberto, a continuously laughing Pisces. He giggled as usual and said with a gruff voice coming from the darkness of a deep well: “How was dinner?” we answered: “Great”. “Did you have Scampi?” he wondered, We Italianized: “Molto bene”. Roberto, a fifty-two years old, looked younger than his age so it was our turn to ask. He stated: “Its Portofino fair weather”.
I scenically commented: “or the credit goes to the wife”. He dismissed the notion immediately: “Anyone but her, she is the cause of my misery my friend”, he digressed saying: “As for the Scampi, I am the son of Portofino and the folks here tried for a long time to crack the puzzle of Mario’s scampi and failed big time”, he said it with an ocean-deep chuckle.
At the dinners we spent at Pado, courtesy of Mario, I noticed the scarce number of customers. I assumed that winter was standing between the master and his congregation but I came to learn one night from Giuliano, owner of Balin Cuisine in Sestri Levante: “Italians are opting for cheaper meals mimicking Portofino’s “hustle and bustle” summer tourists. Restaurants offering fresh meals became a rarity, even a few fishermen would endure the adversity of fishing.” He added: “In Sestre Levante, only one fisherman provides fresh supplies for merely two out the jungle of restaurants in town”.
During my morning strolls where I traversed tens of kilometers from Rapallo to Portofino – which I consider to be one of the most beautiful routes I have ever set foot on – I caught sight of Mario several times standing as a lion (he is Leo by the way) at the doors of Pado in Santa Margherita Ligure waiting in vain for customers to drop by but the folks were busy gobbling cheese Mac’s and Burger Kings’.
I used to wave hello from a distance on my way to Portofino or heading back to Rapallo and Mario still stood there: a roman centurion in a no-war era. Abu Al Tayyib Al Mutanabbi – a great Arab poet if not the greatest – once complained from the recession in the “poetry market” stating: “tainted words made being deaf an acclaimed virtue”.
Thus I interpreted Mario’s circumstances so I asked him: “Is food ruined my friend?”, the heartbroken reply came: “No it wasn’t, especially in my restaurant but the sense of taste in our times has being tainted, the bons vivants are opting to fast”.
 

Leo Mario and the Scorpio Lady





"I am confident she is Scorpio!" I said exuberantly, “I think so too” replied my friend confidently. We hailed the waitress at “Da O Batti” restaurant: "Ada, what is the sign of the manager of the place?”, “One moment please, I will ask Mario” squeaked her voice while she evaporated among the smoulders escaping from the kitchen. Moments and she returned bringing the good tidings:" Scorpio”. My friend smirked: “Again we are right”.
We made the acquaintance of Da O Batti years ago, and there we found the magnificent Scampi of Portofino ". Patrizia was the owner of a gallery there and she was the one who guided us to Batti. The “Scampi” experience is something we kept on remembering for months to come.
Chianti wine: “Whomever samples Chianti wine shall come back to Chianti”, Portofino scampi: “Ditto!”; we were back to Portofino in quest of our lost stray. Alas, Patrizia didn’t carry good news for us narrating that Mario the brilliant chef had left the restaurant taking the magic scampi formula with him, Mario had opened a new restaurant; the "Pado”. “The owner of Da O Batti had an accident which left him incapacitated" Patrizia cawed "and she (The Missus) took over and moved heaven and earth, sent forth and kept back; almost lurching the place into a Trojan warzone. Soon the hassle stretched to Mario erupting into a conflict with Madam. Mario chose safety and resigned, and now he has an independent restaurant bearing the name "Pado".
On December 20th 2013 we were at Pado having dinner chit chatting with Ada and Idris: the waiter recognized and greeted us. That night he had responded to Mario’s request to lend a hand since many customers had arrived; a number far more than expected. Idris was a polite Moroccan young man still working at Batti, he whispered: “I came without notifying Madam, if she knew it would be my murky end”, he said that with a smile “veneering his visage”. Idris was asking customers spread over the tables not to disclose his attending to Madam since the customers were from the town itself. Idris added: “The crippled man is Gemini: kind hearted but his wife is a tyrant. I was at their home this morning and they were fighting and shouting as usual so I left not looking over my shoulder”. It was then that I said to my friend: “I am positive that she is Scorpio!”. “Definitely she is!” he replied.
Shrimp pickled with Tropea onions is a very simple dish but it was definitely made on Mount Olympus for the gods of Olympuss under the auspices of Mario and offered with tears of Franciacort, zucchini omelet and marvelous clamps. But the magic rests in the recipe, “La ricetta di Mario” for scampi is what makes you sip even its juices. When “The Dish” is served, the customers would turn into an Orchestra of austere players in praise of Mario. Mario would highly recommend “Cervaro Della Sala” the pride of Antinori winery: an impenetrable fortress visited by wine pilgrims and its nights are kept in the merry company of the affable amusing followers of Bacchus.
I remember what Patrizia said: “The people of Portofino attempted to decipher “Scampi ricetta di Mario” but their efforts “have gone up in smoke” as they say”. We discreetly interrogated Ada about the secret of the amazing Tropea tinted shrimp, she whispered: “I once glimpsed Mario slicing the shrimp and marinating it in wine for a whole night and…”; she didn’t finish because she heard Mario walking out of the Kitchen, safety was what she chose since she knew that breaching the secrecy of Mario’s “ricetta” is a matter of life and death. We headed back with Roberto, a continuously laughing Pisces. He giggled as usual and said with a gruff voice coming from the darkness of a deep well: “How was dinner?” we answered: “Great”. “Did you have Scampi?” he wondered, We Italianized: “Molto bene”. Roberto, a fifty-two years old, looked younger than his age so it was our turn to ask. He stated: “Its Portofino fair weather”.
I scenically commented: “or the credit goes to the wife”. He dismissed the notion immediately: “Anyone but her, she is the cause of my misery my friend”, he digressed saying: “As for the Scampi, I am the son of Portofino and the folks here tried for a long time to crack the puzzle of Mario’s scampi and failed big time”, he said it with an ocean-deep chuckle.
At the dinners we spent at Pado, courtesy of Mario, I noticed the scarce number of customers. I assumed that winter was standing between the master and his congregation but I came to learn one night from Giuliano, owner of Balin Cuisine in Sestri Levante: “Italians are opting for cheaper meals mimicking Portofino’s “hustle and bustle” summer tourists. Restaurants offering fresh meals became a rarity, even a few fishermen would endure the adversity of fishing.” He added: “In Sestre Levante, only one fisherman provides fresh supplies for merely two out the jungle of restaurants in town”.
During my morning strolls where I traversed tens of kilometers from Rapallo to Portofino – which I consider to be one of the most beautiful routes I have ever set foot on – I caught sight of Mario several times standing as a lion (he is Leo by the way) at the doors of Pado in Santa Margherita Ligure waiting in vain for customers to drop by but the folks were busy gobbling cheese Mac’s and Burger Kings’.
I used to wave hello from a distance on my way to Portofino or heading back to Rapallo and Mario still stood there: a roman centurion in a no-war era. Abu Al Tayyib Al Mutanabbi – a great Arab poet if not the greatest – once complained from the recession in the “poetry market” stating: “tainted words made being deaf an acclaimed virtue”.
Thus I interpreted Mario’s circumstances so I asked him: “Is food ruined my friend?”, the heartbroken reply came: “No it wasn’t, especially in my restaurant but the sense of taste in our times has being tainted, the bons vivants are opting to fast”.