Monday, June 6, 2016

الساعة الخامسة والعشرون Hour 25





الساعة الخامسة والعشرون Hour 25
ندعوكم للتعرف على كتاب الساعة الخامسة والعشرون لقسطنطين جورجيو والاستماع لملخص الكتاب.. وهو من مشروعنا (‫#‏101_كتاب‬)، وهي الكتب التي انتخبتها صحيفتا الغارديان البريطانية، وألو موند الفرنسية، من قائمة الكتب الأكثر تأثيراً في الحضارة الإنسانية...
الساعة الخامسة والعشرون Hour 25
"الساعة الخامسة والعشرون" رواية للكاتب الروماني كونستانتين جورجيو، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1948. وهي في الأساس مؤلفة من رواية داخل الرواية، ينطلق الكاتب فيها من قرية صغيرة في رومانيا. بطل الرواية "يوهانموريتز" عامل زراعي بسيط يعيش في القرية مع زوجته الجميلة. ومالك الأرض التييعملان فيها دبلوماسي وكاتب معروف اسمه "تاريان كوروجا". ويبدو أن ضابط البوليس أعجب بزوجة المزارع الشاب وقرر الحصول عليها، فقام باعتقال الزوج ظلما وعدوانا ليواجه ألوانا من المذلة والعذاب. وعند احتلال القوات النازية لرومانيا، يستمرون باعتقال الضحية وتعذيبه للاشتباه بأنه عدو. ويحاول الهرب مع سجناء آخرينويتعرض للاعتقال والتنقل بين عدة معسكرات للعمل في رومانيا وهنغاريا وألمانيا. وحينيتبين لأحد الضباط النازيين أنه شخص بسيط ومأمون يأخذونه للعمل في مصنع للأزرار،حيث يواجه صعوبات ومتاعب جديدة، فيغفل لحظة عن عمله في ترتيب علب الأزرار استعدادالشحنها، فتتعطل الآلة ويؤدي ذلك إلى توقف المصنع، ويكون جزاؤه أن ينال عقاباقاسيا. وفي أحد هذه المعسكرات، يلتقي بالكاتب "كوروجا" الذي كان اعتقلفي يوغوسلافيا، وهو يعمل على كتابة رواية بعنوان "الساعة الخامسةوالعشرون"، ويقف فيها ضد استعباد الإنسان وتحويله إلى آلة. لكن هذا الكاتبيلقى مصرعه منتحرا في معسكر أمريكي في بولونيا. أما "موريتز"، فتعتقلهالقوات الأمريكية من جديد بتهمة تعاونه مع النازيين، ثم يضعونه أمام أحد اختيارين:إما الانخراط في الجيش الأميركي والقتال معهم أو البقاء في معسكرات العمل.
وعنوان الرواية "الساعة الخامسةوالعشرون" لا يشير إلى ساعة معينة كلحظات الاحتضار ومعاناة النزع الأخير، لكنها عبارة رمزية يعبر بها عن حالة من أقسى أحوالالقهر والمهانة والعذاب في الحياة، حتى إن الضحية لا يقوى على احتمالها. إنها الساعة التي يواجه الإنسان فيها أخطارا فظيعة مروعة لا طاقة له بها، لأن الخلاص منتلك الحالة أشبه ما يكون ضربا من المستحيل. وهي لا تعني أن الحياة عرضة لهلاك وشيك وحسب، إنما تعني أن صبر الإنسان وكرامته وصلابة أعصابه، فضلا عن حياته، هذه كلها أصبحت خارج وعيه وإرادته وطاقته على الاحتمال. إنها الساعة التي لا جدوى فيها منأي محاولة للتخلص من العذاب، ولا يقتصر ذلك على طرق التعذيب التي يمارسها الجلادون على ضحاياهم في السجون والمعتقلات ومعسكرات العمل بالسخرة، ولكن الآلة أيضا، الآلةالتي اخترعها الإنسان لخدمته وتوفير الراحة له، تتحول إلى أداة قهر وإذلال وعذاب.
الروايةشبكة من العلاقات والهموم والصراعات المتقاطعة. هناك أحداث تجري بصورة عفوية حينا وبصورة كيدية مريبة في أحيان أخرى، وقد اختار الكاتب أكثر شخوصه من مجتمعه القريب،من أهله وأصحابه الذين جرفتهم مأساة الحرب العالمية الثانية فخاضوا أهوالها مدفوعين بكل ما فيها من تناقضات في الرؤى والانتماءات والمصالح. وهو يتخذ من تلك الحرب الطاحنة مسرحا لروايته، وقد لقي فيها عشرات الملايين مصرعهم، وكان المستفيد الوحيد أصحاب مصانع الأسلحة في أوربا وأمريكا. وبقدر ما يكشف هذا العمل الفني الكبير المظالم التي لقيها الضحايا أمثال موريتز من جميع الأنظمة النازية والشيوعية وحتى الأميركية، فإن استعباد الآلة للإنسان تهدد مستقبله كله.
ولعل نهاية الأرانب في الغواصات تعطي فكرة رمزية موجزة ومعبرة عن هذه المأساة. يقول أحد شخوص الرواية إنه مر بتجربة في جوف غواصة، حيث أمضى حوالي ألف ساعة. وفي الغواصات الحديثةجهاز لمعرفة الوقت المحدد لتجديد الهواء الفاسد، بينما كان البحارة في الماضي يأخذونمعهم في الغواصة أرانب بيضاء، فإذا فسد الهواء وقلت نسبة الأوكسجين ماتت الأرانب. وبهذه الطريقة يعرف البحارة أنّ الوقت الباقي لهم لا يزيد عن خمس ساعات، فإما أنيصعدوا إلى السطح لالتقاط الأنفاس وتجديد الهواء أو يلقوا مصيرهم المحتوم فيالأعماق. وفي حال البقاء، كان على أولئك البحارة أن يقتلوا بعضهم بالرصاص، تجنبا للاختناق أو الوقوع أسرى في أيدي الأعداء. ويرى الكاتب أن الغرب يعمل على تحويل البشرية كلها إلى أشباه أرانب في غواصات.
 

No comments:

Post a Comment