Monday, August 22, 2016

هل يريد جوبتير أكثر من ذلك؟




   
بلغ مسبار جونو الذي أطلقته (وكالة ناسا) إلى كوكب المشتري في يوم4 يوليو 2016 بعد أن كانت قد أطلقته في يوم 5 أغسطس من سنة 2011، وأصبح ملازماً له، وأخذ يدور في نطاق الكوكب الذي قيل أنه أول الكواكب التي تشكّلت في المجموعة الشمسية عقب الشمس قبل 6 مليارات سنة.
فهو إذن أقدم من الأرض بنحو واحد
ونصف مليار سنة
عرفه الرومان وأطلقوا عليه اسم جوبتر وكان إلها للسماء والبرق، وهو ثالث أكثر الأجرام سطوعا من الأرض بعد القمر والزهرة.
إنها المرة الأولى الذي نقترب من العملاق الروماني على هذا النحو، فلقد أصبحت جونو على بعد 4600 كم منه فحسب، وهو يتهيأ ليبدأ عمله بعد أن يخترق حزام الغيوم الكثيفة التي تحيط به وستكون المرة الأولى التي نرى المشتري غير محجوب بشيء، حيث سيتمكن جونو من التصوير تحت الغلاف الجوي، وسننظر بوضوح إلى بقعته الحمراء الهائلة التي رصدها لأول مرة غاليلو في عام 1610
إنها جونو وحدها التي بلغته بعد أن لم يتمكن مسباران أطلقا من قبل من فعل ذلك وتعرّضا للتدمير، أما جونو فهي بلا ريب زوجة جوبيتر كما ورد في اساطير أسلاف غاليلو من الرومان، فهل يفكّر إله البرق بتدمير زوجته؟
ربما كان الرجل الذي أشاح بوجهه وهمس (ولكنها تدور)، يريد أن يكون شاهدا لهذه اللحظة التي صار بوسعنا أن نتطلع فيها إلى كوكب أسلافه بمثل هذا القرب وهو الذي عكف على رصده من على بعد أكثر 900 مليون كم.
وبالطبع سيتمنى أن ينقل إلينا رسالة من الماضي حول أقمار المشتري الـ (67) والتي يزيد أكبرها على حجم كوكب عطارد، وسيذكّرنا تحديدا بالأقمار الأربعة التي رصدها في يناير من عام 1610 وتم اشتقاق أسمائهم من عشاق زيوس الأربعة: آيو وأوروبا وغانيميد وكاليستو.
ظل المشتري يقذف بحزام من الكويكبات القريبة منه في كل اتجاه، فهو عمل يجيده إله البرق، ونحمد الله أننا بلغناه قبل أن تصلنا حجرة من أحجاره العملاقة والمدمرة، وها نحن ننظر إليه ونقول في سرّنا، لقد وضعنا زوجته جونو في مداره، فماذا يريد جوبيتر أكثر من ذلك؟
 

No comments:

Post a Comment