Saturday, August 6, 2016

سعيد ماتادورا في إسْبَانيا




سَأَلَتْنِي العَمَةُ (مَديّه): هل قصّ عليك (سَعيِد) حكايته مع الثَورِ الأَسْبَاني؟.
فقلت: لا، لم يقصص عليّ شيئا من هذا.
وهنا سمعت لأول مرة نبأ العم (سَعيِد) مع الثور الأسباني!.
قالت العَمَةُ (مَديّه): كان الشيخ زايد -رحمه الله- في زيارة رسمية إلى أسبانيا، فدعي بشكل خاص إلى حلبة مصارعة الثيران ليشهد صراعاً كان مقرراً في ذلك اليوم.. فسألهم مضيفهم: هل فيكم من يحسن مصارعة الثيران؟
وكم كانت دهشة الشيخ زايد كبيرة عندما انبرى (سَعيِد) للأمر وقفز إلى الحلبة بقماشة حمراء، وكان ستينيّا، فأخذ يلوّح بها للثور، وما أن أبصره الثور حتى هاج وماج، وترك ما حوله وقصد العم (سَعيِد) يتقدّمه قرنان كأنهما قرنا الشيطان، أما العم سعيد فلم يكن يعرف من أمر وقوانين وتقنيات المصارعة شيئاً، ولكن همته لم تقعد به عندما سمع السؤال.
قصد الثور باستقامة العم (سَعيِد) الذي تجنّبه وسط دهشة وذهول الجمهور، فصار كلما نجى لوّح بالقماشة الحمراء، فيهجم الثور وقد بلغ أوج الغضب من هذا الستيني الذي تجرّد من السيف، وهكذا دار الأمر سجالاً، وكلما أخطأه الثور لوّح بالقماشة ..
وكانت هذه الحكاية من الحكايات العَجِيبة التي يسردها الشيخ زَايِد -رَحِمهُ الله- على جُلّاسه في جُرأة وإقدام العم (سَعيِد).
وظلت (مَديّه) تردّد: الحمدُ لله على سلامته من محنة الثور الأسْباني.
ثم ذكرت العمة (مَديّه) أنّها شهدت مصارعة ثيران حقيقية مع ابنها (جَمَال)، ورأتْ في ذلك اليوم «الماتادور ريفيرا أوردونيز» يقتل تسعةَ ثِيران.
وذكرت أن هذا «الماتادور» كان شهيراً وبارعاً في مجاله ولكن انتهى به الأمر مقتولاً بعد 25 سنة من مصارعة الثِيرَان، وحدث ذلك في الأندلس في عام 1984.
وشخصياً، ما زلتُ أعجبُ مِنْ تشرِيعِ وإِباحَة هذه الرياضة «اللا إنسانية»!.
فقال (الوالد): ولماذا العجب، لا تذهب بعيداً؛ فإمارة «الفجيرة» مشهورة بنوع من مصارعة الثيران وفيها تجد من يتفنن في بَرْي قُرون الثور لتكون أشدّ فتكاً!، ولكن الفرق يكْمُنُ في كونها مصارعة بين الثيران فحسب، فلا ماتادور ولا خَلْكة حمراء.
ويفتخر «الماتادور» باحتفاظه بِـذَيْلِ الثور المقتول.
ثمّ حدثتُهم عن طبيعة المُغامرة في الإنسان، فصديقي «دِيفيد» قصد اليابان خصيصاً ليأكل من لحم سمكة «الفُوجو» أو «قُنفذ البحر» التي يذهب ضحية تناولها العديد من الأشخاص في كلّ عام.
 

No comments:

Post a Comment