Wednesday, November 23, 2016

تهنئة باليوم الوطني الــ45 - 2



بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، يسرنا أن نتقدم بأسمى التهاني بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، إلى أرواح الآباء المؤسسين، وإلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وسمو الشيوخ حكام الإمارات، وسمو أولياء العهود ونواب الحكام، وإلى أرواح شهداء الوطن، وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة الكريم.
ونهدي قراء الصفحة الكرام مختارات من مشروعنا المتجدد #مائة_موقع_من_الإمارات، الذي يدونه ويرعاه الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي، ننشرها تباعاً احتفاءً بهذه المناسبة الميمونة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
«السلام عليك يا صاحب القبر»
الجزء الثاني
...... حظرني الجدّ خليفة رحمه الله. كنت غضّا عشيّة أغدقت مخايل السماء بمطر غزير. كنّــــا هجّدا وفي فجر ذلك اليوم إصطحبني للصلاة وعند عودتنا جلس لتناول قهوته الصباحيّة وتأمل متهللا وجه السماء.
في الصحراء يبعث مشهد السحب في النفس فرحا يصعب وصفه. إنني لن انسى الإبتسامة التي لم تفارق
محيّاه ردّد جدّي جذلا:
سمعت بهدهدن في هدو ليـــل تحايا به قليب المستهـــــــامي
كشفت إلحاف مضفيّ اللّفاف نظرته عقب ما طاب المنامي
ترى هذا مشعّ وذا مفـــــــــعّ وساقه مشمعن ساق الظلامي
إلي من إضربه عصف الرياح دنا من رعدها عالي النهــــام
(صوت الرعد)
سرى شروى رفيف المطربين مزاره دار شوقي كل عامــــي
كان ذلك اول عهدي بإبن ظاهر وكان عليّ أن أسأله عن بعض المفردات ليتسنى لي سبر المعنى
فانشرح صدره لذلك ، لعلّ تلك المناسبة كانت أول عهدي بالشعر.
لا أنسى الوديان التي بعثتها تلك الأمطار ولا الغدران في ذلك الموسم في المويجعي،
لا يفوّت الوالد احمد حفظه الله فرصة إصطحاب الأسرة في نزهة بريّة حيث الكثبان الذهبية النديّة بالمطر تبعث
رائحة ذات عبق خاص ويتوقف بنا عند غدير تصفقه النسائم .
وتلقى مغاني السيل في واكد الحيا تهادى مهاداة اليران الــــــــــــزاد
تعنى له البدوان من قاصي المــدا على نعت ليدي والعيون أرصـــاد
رحم الله ابن ظاهر فإن صحّت كلماته في أريب ففي مثله:
ناسن حووا دنيا ودين من التقى وفيما عطاهم ربّهم هنيالهــــــــا
أقف على قبر الشاعر أبثّه وجدي وأمر تلك التي ملأت شغاف قلبي فيهمس:
ما فدتني وانته خيار نحايلـي يالتايح المتمايح المتمــــــايل
يا زين ما مرّ الفراق وما حلا إموادع الأثنين في ميرا خـلي
قلت اوهبيني منك وصلن إنني من عشقتي ارضى بما يتسهّل
قالت فلا أمنيك ياس ولا رجـا ما ياز لي إلا بما ياز لهــــــلي
وأناجيها بقوله:
ترى إن فات منك اليوم توحن فلا أبا باكر إلى صيّاد لرواح صادهـــــــــــا
(وصل)
ثلاثة قرون مضت وانت سيّد المجالس ما زلت تدير قهوتك على مريديك وعشّاق أدبك
في القصور كمافي الخيام ثلاثة قرون ونيف وأنت أنت. من ألم بمعانيك ووصفك
كترحابك الحبيب عندما تقول:
هلا باليمل والذي يا عليــه ولو كان ما نالني منه نيــل
أو سبر غور من كادك العداء بقولك:
وعقلن رجا من عدوّن يعفّ أنا آقول هذاك عقلن هبيـــل
ولم يشيع شاعر الشباب كما شيّعت بقولك:
عليك الحفظ يا جار السرور إلي عادك معيفن من جنابي
أو المّ بظرفك عند وصفك الغني الجاهل بقولك:
والعنز لو تعطى الدراهم شيورت ويقال يام قرون وين المنـــــــزل
ولا حسن وصف ركب مدبر كقولك:
تنايا ظعن مفرود الثنايــــا إلي قفّا نعّوي له رقابـــــي
(نكثر الإلتفات)
ملاقاته ظنونن بعد حـــــول مشافق مثل خطّاف اليوابي
أو وصفك من قطع أملا:
تنّحيت لي مثل غيّ الســـــراب ومن ضلّ عقلي تركت الصميل
(السعن الذي يوضع فيه الماء أصغر من القربة)
ومن ترّك الما على شوف لال فلا زاده إلا هــــــــلاك السبيل
او المحتال بقولك:
في الناس ناسن لا مزاد بقربهم وان لامسوك تفقّد الأصبــــاعي
وعدّل حسابك في الروايب كلها كادنّ شيّن مالروايب ضــــــاعي
أو المنافق الوصولي بقولك:
في الناس من يمنيك منوى مـداهن ويروغ شروى روغة الدعــــــداع
إيدقّ عند الذيب في غـفـــــــــــلاته وان سمع حسّن صاح عند الراعي
أو لهجك بميعة الصبا إذ تقول:
ويوم صباي غرّن في هواي ولي شركن يصيد إلا البيابي
نحيلة حال للشاجي غــــزال يفرّق بينهم لبس الثيابــــي
أو حكمتك السائرة في القدر:
وكم حايلن تعدو بلرداف ســـــابق وتعجز إلي جاها العيا عن شدادها
أو صبرك وأملك الحبيب إذ تقول:
لك العذر لا منّي خلافـن ولا جفـــا ولا قايلن إلا كما إنت قايـــــــــــــل
وآنا على كثر الجفا أرتجي الوفـــا كما يرتجي قصد العطيّات ســــايل
صبورن إلي جتني الخطايا محيتها ولكن جاني منك هجرن طوايـــــــل
أو تعلم كم ردد هذا القول بعدك:
يداري على الصملان من عانس الخلا ومن ذاق برد الما خلاف القوايــــــــل
(مارس الأسفار)
ويداري على الشبّان من ذاق ليعهـــم ومن هيس من حرب المعادي ملايـــل
(مصائب)
أو ما أبعد غورك إذ تقول :
ومن حمّل البارات يوم خواهــر يتعب نهار الخبّ في نيّالهـــــــا
(الأحمال، وقت هدوء البحر) (وقت إضطراب البحر، إفراغها)
وفي مداهنة الرجال حيث تقول:
ولي ما تغاضا عن خطايا رجالــه شكا الضيم مهضومن بغير ارجال
ومن نفر من حادي العيس مثلك:
وحاف المطايا واحدن ما اهتويته ولا كان لي ذاك النهار بيــــــــوم
أو وصفك الشيب بالتاجر المداهن:
ايبيعني عينن وضرسن وسامع وهم كان عندي يحرمون بسوم
واخرى:
والناس تختال الهلال إلا أنـــــــا ما عدت أعرف العدل مالمدّاعي
أو تلك:
جليل الشوف وان حقّ القيام يقوم إلا على زمعيه حابـــي
(أنامل المرء من الخلف لا من الكف)
ولا ينظر ولو تومي عليــــه ولو ناديت ما ردّ الجوابـــي
واخرى:
من شفت لاح الشيب كنّي شايف ملح الذياب الموحشات بقــــــاع
وايقنت أن الشيب سبر للفنــــــا أن الصبا ماله جميل يراعـــي
أو في الهجر:
أرى يا حبيبي ما تبالي مواصــــــــل وطاوعت بي شور الملا مع حسادها
إلى حست حبلين الرجا في جنابـــك تجافي وتمسي ناقظن لي جلادهــــا
(أبرمت) (الحبل المبروم)
وأي صورة رسمتها لحبيبتك التي لن تهرم أبدا:
وبي صاحبن لاماه عيدن وهجره احزانن تشاكا ما تجلاّ شرورهــا
دنا وانقضى ما داس يومن لياشه ولا طاوع البهتا إلى كثر شورهـا
(الفعل القبيح) (والبهتان)
وليت الجفا ما ياه منّي وليتنـتــي مكبّن لعيني نقطتن في نظورهـــا
نظرت بها ريّانتن غضّت الصبــا فتيجن رباها باسمات ثغورهــــــا
على مثل قحوانن فدى طلعة الندا فكيفن غذا بانت حضايا خصورها
(إقحوان) (الأعكان)
أو سيرتك ومذهبك وصلاحك:
ولا ريت لي في مسلك الغيّ مشرك ولا لي في واد السفاه بــــــــــــــلاد
بل من ألهمك النونيّة التي زيّنت بها وطنك كما ازدان وطنك بك أيها الوطن، إذ تقول:
ورويت لرض من شرقن وغرب واسقت كل ما حازت عمانــــــي
من فيوي الينوب إلى الشـــــــمال من الظفرة إلى ســــــــيفة دهاني
وروي الرمل مع ســـيح الغريف ووادي المكن دانـــــــــاه المداني
على نزوه وما حاز الهبــــــــاب ووادي الجرن واسقانا زمــــاني
على رمل الحويمــــــي والغدير وسيح اليلح مخضرّ المبــــــاني
واسقت من فــــــلاح إلى عذيب مجوج الما ثمانن في ثمـــــــاني
على نهلا وعثمر والغويــــــــل لى وادي سلام وسيهجـــــاني
إلى كفّا وما حاز الخريــــــــــر مشرّجتن تبا حيـــــــــل الدباني
على المزرع وخطّا والهـزوع تن تبا مريال ثـــــــــــاني
على كلبا وما حاز الجبــــــــال من البلدان من قاصــــي وداني
رحم الله زايد كم أحبك وأحب الأرض والناس والنخيل ، وكان رحمه الله يلهج بأبياتك ويحفظها عن ظهر قلب وطالما ردد شعرك وكم فتنه وصفك:
هزّاع روس النايفات إلي لفــــا مدري متى حداهن المطــــلاع
أو ناعشاتن في هوى زي الغنا يلعبن كشفاتن بغير اجنـــــــاع
ووصفك في أخرى:
تطيب المفالي من أول وتــــالي وطاب الزلالي عمـــــار النخيل
إلي زلّ من موسم الصيف شهر تناسع ذراها بطلعــــــــــن ثليل
حسينن فقا بين قلبن وكـــــرب ومن له نظيرن لقــــاح العطيل
وطهية نضى لا بشوين وطبخ مقات الضعافا وطعـــم السبيل
لذيذن طعامه وحلون جنــــــاه تولّوا حصـــــاده بوزنن وكيل
ولفّوا عراها بقمصان خـوص وعادت امّاته إلى الدّور حيــل
وقولك أيضا:
رويا البروق ايموج راس إرهامها منّه ويلفحها نســــــــــــــيم الزاع
إن زعزعت لرياح روس امزونها الودق بين احضونها نشّــــــــــاع
غطّا ينوب البيد طـــــــامي سيلها وفي الليل جمهور المـــــلا هيّاع
طشّن يطش الأرض بشّ بربعهـا عشبن تصانيفه على أنـــــــــواع
فيها من المستامنين ثـــــــــــلاثه رعدن وبرق ومغربي ذعــــــذاع
بقي أن أضيف شيئا للدلاة على المحبة التي اسبغها الله عليك. يقول جلال الدين الرومي:
إن متنا ، لا تبحثوا عنّا في المقابر بل في قلوب الناس. وأقول لك أيها الشاعر الكبير: إن لي أمّا إن بّرح بها العياء كانت كلماتك التالية شفاؤها .
ولا تايس الأرض الكسوح من الحيا فكم داثر الوديان سيّل عتادهـــــــــا
ولا تيّس أرواح المراضـا من البـرا ولا الصحّ ينجيها إذا جا نفــــــادها
ولا ييّس الرجل الفقير من الغنـــــا ولا رحمة المولى إذا الله رادهـــــا
ولا تيّس العين الرمود من الكــرى تسهى ويحلا نومها في رقـــــادها
ولا ييّس القنّاص وان ذار صـــيده فربّت يجيها مستريحن وصـــادها
أقف على قبرك أيها الماجد مناجيا وأقول:
شعرك سجّادة رفيعة نسيجها نحن أبناء الإمارات أو شعرك المحيط ونحن الموجة
لا ندرك كنهه لكنه موجود بل هو الوجود لا نملك الخلاص منه لأنه نحن.
أقف على قبر المايدي لا أجزم أنه قبره، ولكن كما قال متمم بن نويرة الشاعر:
أمـن أجـل قـبـرٍ بـالـمـلا أنـت نــائح على كل قبرٍ أو على كل هالك
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا فدعـنـي فـهـذا كـلـه قـبـر مـالـك
فالسلام عليك يا صاحب القبر يوم أتيت ويوم قضيت ويوم تبعث حيّا.
*في الصورة الشاعر/ محمد أحمد السويدي، عند قبر شاعر الإمارات الكبير الماجدي بن ظاهر، بمنطقة الخران في إمارة رأس الخيمة.

No comments:

Post a Comment