Thursday, April 13, 2017

محادثات مع غوته - 2


"محادثات مع غوته"
(2)
تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.
___________________________
الثلاثاء، 5 نوفمبر 1822
حفلة مسائية في منزل غوته. كان من بين الضيوف الفنان كولبيه الذي أرانا إحدى لوحاته الجميلة وهي نسخة عن لوحة تيتان للفنان فينوس من معرض درسدن.
كما حضر هذا المساء كلٌ من هير فون ايشويج وهوميل. قام هوميل بالعزف ارتجاليًا على البيانو لمدة ساعة تقريبا بمهارة وموهبة لا يصدقها إلا من يراها بعينيه. لاحظت أنَّ محادثاته بسيطة وطبيعية وأنه متواضع جدًا بالنسبة لشخص مشهور مثله.
الثلاثاء، 3 ديسمبر 1822
في حفلة مسائية في منزل غوته حضر كل من هيرين ريمير، وكودراي، وميير، وابن غوته فراو فون غوته.
علت أصوات طلاب جينا بالصراخ عبر أرجاء المنزل لكننا أسكتناهم. في هذه الأثناء، قام ريمير بقراءة مجموعة من الأغاني الممنوعة التي كانت تعتبر بمثابة ذريعة للتمرد. وقد لاقت تلك الأغاني وطريقة قراءتها استحسان الحضور وإعجابهم. حتى غوته نفسه أعجب بها ووعد بالاطلاع عليها بنفسه لاحقًا.
وبعد أن أمضينا بعض الوقت في تفحص الصحون النحاسية والكتب القيِّمة، قام غوته بإمتاعنا بقراءته لقصيدة "تشارون". ولم يسعني في تلك اللحظة إلا أن أعجب بالطريقة الواضحة والقوية والمميزة التي قرأ بها غوته القصيدة. لم أسمع من قبل طريقة إلقاء بذلك الجمال. يا لها من قوة، ويا لها من نظرة، ويا له من صوت يتنقل بين القوة مثل الرعد والنعومة والرقة. أعتقد أنَّ صوته كان قويًا مقارنة بحجم الغرفة التي اجتمعنا فيها، لكنْ أداؤه أعجبنا بكل الأحوال. بعد ذلك قام غوته بالتحدث حول الأدب وأعماله وكذلك حول مدام دي ستايل، ومواضيع متعلقة بأقاربه. يعمل غوته حاليًا على ترجمة وترتيب أجزاء من كتاب "فاثيون" للمؤلف الاغريقي يوريبيديس. بدأ غوته عمله هذا قبل حوالي سنة وقام مؤخرًا باستكمال العمل عليه.
الخميس، 5 ديسمبر، 1822
في هذا المساء في منزل غوته سمعت بروفة للعرض الأول للاوبرا بعنوان "كونت غليتشين" للمؤلف الموسيقي ايبروين. ولأنَّ غوته كان قد ترك مسؤولية إدارة المسرح، فهذه هي المرة الأولى التي أرى مثل هذه العدد من موسيقيي الأوبرا في منزله منذ ذلك الوقت. قام هير ايبروين بتوجيه الغناء، وانضمت بعض النسوة من معارف غوته إلى جوقات الغناء في حين قام أعضاء من فرقة الاوبرا بغناء المقاطع الفردية. لاحظت أنَّ بعض أجزاء الاوبرا كانت رائعة، خاصة تقنية canon for four voices.
الثلاثاء، 17 ديسمبر 1822
في إحدى المساءات في منزل غوته، كان غوته مرحًا وتعامل بكل أريحية مع الفكرة التي تقول إنَّ الحماقات التي يرتكبها الآباء لا يتعلم منها أطفالهم.
أما التحقيقات التي كانت قيد التنفيذ بخصوص اكتشاف عيون الماء المالحة؛ فقد لفتت انتباه غوته بشكل كبير. وقد هاجم غوته بعنف غباء بعض المسؤولين عن عمليات التنقيب الذين يتجاهلون الإشارات الخارجية بشكل كامل، ويتجاهلون كذلك موقع وترتيب الطبقات التي يوجد تحتها الصخر الملحي التي يجب أن يمر من خلالها المثقب. كما قال إنهم مستمرون في العمل بشكل عشوائي على الفتحة ذاتها وفي المكان ذاته عن جهل ومن دون محاولة البحث عن البقعة الصحيحة للحفر.
_______________________
*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق.

No comments:

Post a Comment