Friday, July 28, 2017

الذِّراع أو المِرزَم 29 يوليو - 10 أغسطس




http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_publications_indetail.php?articleid=886

الذِّراع أو المِرزَم: 29 تموز (يوليو) – 10 آب (أغسطس)
|| #محمد_أحمد_السويدي || #منازل_القمر
ندعوكم للتعرف على هذة المنزلة من مشروعنا #منازل_القمر والذي يعرض للتقويم الشمسي عند العرب، الذي اعتمد عليه أجدادنا حتى وقت قريب. وهو جزء من كتاب يصدر قريباً يحمل ذات العنوان "منازل القمر"
#محمد_أحمد_السويدي
تعريف
"الذِّراع" ويسمَّى "المِرْزَم"، وهو المنزلة الخامسة من منازل فصل الصيف، وسابع المنازل الشَّاميَّة وطالعه في التاسع والعشرين من تموز (يوليو)، ومدَّته ثلاثة عشر يومًا. 
والذِّراع عند العرب هي ذراع الأسد المقبوضة، وللأسد ذراعان مقبوضة ومبسوطة، المقبوضة منهما هي اليسرى، وهي الجنوبية، وبها ينزلُ القمرُ وسُميت مقبوضة لتقدم الأخرى عليها، والمبسوطة منهما هي اليمنى وهي الشمالية. وأحد كوكبي الذِّراع المقبوضة هي الشِّعرى الغُمَيْصاء، وهي تقابل الشِّعرى العبور، والمجرَّة بينهما. ويقال للكوكب الأحمر شمالي "الغُمَيْصاء"، "المِرْزَم"، أو "مِرْزَم الذِّراع" لأنَّ هناك مرزمان هذا أحدهما، والآخر مرزم الجوزاء (الهقعة عند العرب). قال المُثَقَّبُ العبدي:أولهما مِرْزَم
وَأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بِغُبرَةٍ وَقَطرٍ قَلِيلِ الماءِ بِاللَيلِ بارِدِ
وقال ابن هرمة:
وكأن مرزمها على آثارها فحل على آثار شول هادر
العلوم الحديثة
في العلوم الفلكية الحديثة، وما أظهرته المراصد والتلسكوبات، يقع نجم "المِرْزَم" (Murzam Al Gomeisa) في كوكبة "الكلب الأصغر" (Canis Minor)، وهو نجم أبيض يضرب إلى الزُّرْقة، في كوكبة الكلب الأصغر، وقدره الظاهري 2.9، وزمرته الطَّيفيَّة B7 V، أمَّا قدره المطلق فيبلغ 1.1-؛ أي 230 ضعف تألُّق الشَّمس. وتبلغ كتلته 3.5 ضعف كتلة "الشَّمس"، وحرارة سطحه 11777 درجة مئويَّة (درجة حرارة "الشَّمس" هي 5500 مئويَّة)، ويبعد 162 سنة ضوئيَّة عن الأرض، ويدور نجم "المِرْزَم" حول نفسه مرَّة كل يوم، ولا تزال طاقته تتولَّد من احتراق "الهيدروجين" في مركزه، وتحيط به أطواق من الغاز الذي تتغيَّر كثافته من حين إلى آخر. وأمَّا الشِّعرى الشَّاميَّة (Procyon) وتسمَّى الغُمَيْصاء، وهي ألمع نجوم كوكبة الكلب الأصغر، وسابع ألمع النجوم في سمائنا الليليَّة، فتبعد إحدى عشرة سنة ضوئيَّة عن الأرض.
المظاهر الطبيعية
من تجليات "المِرْزَم" حال طلوعه على المناخ والطبيعة عمومًا، استمرار اشتداد الحر، ونشاط رياح السَّموم اللاهبة. 
يستمرُّ في "الذِّراع" هبوب "البوارح"، وهي الرِّياح الشَّمالية الغربية المحمَّلة بالغبار، والأتربة. وفيه أيضًا موسم السرايات (وهي تلك السُّحب السَّريعة التشكُّل نهارًا والتي تمطر ليلًا)، وهي أمطار الربيع الغزيرة لذلك فنوءه محمود، والمطر فيه غزير. 
فيه أوان استخراج اللؤلؤ، ونضج الرُّمان والفاكهة والخضار الصيفيَّة، كالبطيخ، والشَّمَّام، والذُّرة الصَّفراء، والقِثَّاء، والخيار، والملوخية، والجرجير، والقرع، والباذنجان، والكوسا، والبصل، والفلفل، والثُّوم، والباميا، والطماطم، والملفوف، وزهرة القرنبيط، والسُّمسم، ويكثر ليمون أبو زهيرة، كما يكثر الرطب حتَّى قيل: "إذا طلع المِرْزَم، يملأ ما فوق المحزم"، أي يملأ ما فوق الحزام من باكورة الرُّطب. 
وتُزرع في منزلة "الذِّراع" فسائل النخيل، ويُنصح فيه المزارعون بكثرة سقي المزروعات، مع تقصير فترات الرَّيِّ وعدم الإسراف. كما تكثر فيه الأفاعي، وفيه تهاجر الطيور الصغيرة، كطيور الخواضير، والقُمْرِي، عائدة إلى موطنها الذي هاجرت منه. و يحمد فيه الفَصْد، ويُستحبُّ فيه عرض الأفراس على الأحصنة.
وفي "الإمارات" يزهر طيف من النباتات في منزلة "الذِّراع" منها: "شوك الضَّب" ذو البذور المطهِّرة، و"الحَبْن" (الدِّفلى) المختلف الألوان، و"الأشخَر"، و"المرخ" الذي إذا حُكَّتْ غصونه اشتعل، و"الصفير"، و"الخرز"، و"الحنظل" الذي نَقَفَهُ (شقَّه) في ما مضى امرؤ القيس، و"العشرج" الذي لا يُسْمِنُ ولا يغني من جوع، و"اللثب"، والعوسج" الذي نودي موسى عليه السلام من جوفه، و"الطقيق" ذو النيكوتين السَّام، وغيرها. 
تقول العرب: "إذا طلعت الشِّعرى، نشف الثرى، وأجنَّ الصَّرى، وجعل صاحب النخل يرى". وفي السِّياق نفسه، قالت العرب : "إذا رأيتَ الشِّعريينِ يحوزهما الليل، فهناك لا يجد القرُّ مزيدًا. وإذا رأيتهما يحوزهما النهار، فهناك لا يجد الحرُّ مزيدا".
وتقول أيضًا: "مُطِرْنَا بالشِّعريَيْنِ، وبنوءِ الشِّعريينِ". والعرب تفعل ذلك كثيرًا. ومثله في القرآن، قال الله عزَّ وجل: ]مَرجَ البحرينِ يَلتقيان] (الرحمن، 19). ثم قال: ]يخرج منهما اللؤلؤُ والمَرجانُ[ (الرحمن، 22). وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الماء المالح، لا من الماء العذب. وقال: ]وهو الذي مَرجَ البحرينِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلْحٌ أجاج[ (الفرقان، 53). ثم قال: ]ومِن كُلٍّ تأكلون لحمًا طَريّا وتستخرجون حِليةً تَلبَسونها[ (فاطر، 12). والحلية تستخرج من أحدهما. وهذا كما يقال في الكلام: "هذه تَمْرةُ نخلِنا"، أي من نخلة واحدة منها. وهكذا نَسَبَ بِشر بن أبي حازم النوء إلى "الشِّعريَيْنِ" معًا.
واعتقدت العرب أنَّ الزَّواج في الذِّراع جيِّد.
قال ساجع العرب في صفته: "إذا طلعت الذِّراع، حسرت الشَّمسُ القِناعْ، وأشعلت في الأفق الشُّعاعْ، وترقرق السَّرابُ بكل قاعْ". ومطر "الذِّراع" محمود قلَّ ما يخلف، إذ تزعم العرب أنَّه إذا لم يكن في السَّنة مطر، لم يخلف "الذِّراع". 
ولعلَّ "السرايات" (وهي تلك السُّحب السَّريعة التشكُّل نهارًا والتي تمطر ليلًا) هي التي كان يترقبُّها شاعر الإمارات الكبير المايدي بن ظاهر ويرفع لها "غطا اللحاف" عندما قال:
ســمــعــت ابــهــدهــد فــــي هــدو لــيــل تــحــايــا بــــه اقــلــيــب الـمــســتــهــام
كـشـفــت إلــحــاف مـضــفــي الـلــفــاف نـظــرتــه عــقــب مـــا طـــاب الـمــنــام
شـمــالــي مـنــكــس الــجــوزا قــصـــاد مـغــيــب الـشــمــس لـلـقــبــلــه يــمـــام
تـــــرى هـــــذا مـــشــــع أو ذا مـــفــــع وســاقـــه مــشــمــع ســـــاق الـــظـــلام
إلــى مــن إضـربــه عــصــف الــريــاح دنـــا مـــن رعــدهــا عــالــي الــنــهــام
ســرى شــروى رفــيــف الـمـطـربــيــن مـــــزاره دار شـــوقـــي كــــل عـــــام
وضـربـتــهــا عــصــى بــــرق رفــــوف تــخــاخــا مـــــن مــغــاريـــه الـــحـــزام
قال أبو وَجْزَة السَّعْدِي:
زَئيرُ أَبي شِبْلَيْنِ في الْغِيلِ أَثْجَمَتْ عليهِ نَجاءُ الشِّعرَيَيْنِ و أَلْحَمَا
"أثجمت"، دامت. و"ألحم"، أقام. و"النَّجاء"، السَّحاب. 
وقال: 
حنت بها الجوزاء في عدَّانها والشِّعْرَيانِ بها وحَنَّ المِرْزَمُ
"عدَّانها"، وقتها. وذكر "المِرْزَم" مع "الشِّعرى"، وهما كوكبا "الذِّراع". وربما فعلوا مثل هذا في "الذِّراعين"، فنسبوا النوء إليهما لاتفاق الاسمين وتقارب المعنيين، وإنما النوء للمقبوضة منهما.
وقال ذو الرُّمَّة:
وأَرْدَفَتِ الذِّراعُ لها بنوءٍ سَجُومِ الماءِ فانْسَجَلَ انْسِجَالا
وقال أيضًا:
جَدًا قضَّةَ الآسادِ وارتجست له بنوء الذِّراعينِ الغيوثُ الرَّوائحُ
وقال بشر بن أبي خازم: 
جادت له الَّدلوُ والشِّعرى ونوءهما بكل أسْحمَ داني الودقِ مؤتجفُ
وقال الرَّاعي: 
بأسحَمَ من هيج الذِّراعين أَتْأَمَتْ مسايلُهُ حَتَّى بلغنَ المناجِيَا
و يذكرون أيضًا "الشِّعرى" بالحمرة والضوء، ويشبِّهونها بالنار، وهم يريدون بذلك "الشِّعرى العبور" لأنها أشهر وألمع عندهم من "الغُمَيْصاء". وكانوا يقولون إنَّ "سهيلًا" وأختيه الشِّعْرَيينِ كانا معًا قبل أن يعبر سهيل خطَّ المجرَّة جنوبًا، فتبعته أخته الشِّعرى فسُمِّيتْ "الشِّعرى العبور"، وأمَّا الأخرى فظلَّت تنظر إليه حتَّى غمصت (ضعف بصرها) فسُمِّيتْ "الشِّعرى الغُمَيْصاء". 
قال أبو الطيِّب المتنبي: 
وَشُزَّبٌ أحمت الشِّعرَى شكائِمَهَا ووسَّمَتْها على آنافِها الْحَكَمُ
و"الشُّزَّب": جمع الشَّازب، وهو الفرس الضامر. وقوله: "أحمت الشِّعرى شكائمَها" إنما قال ذلك لأنَّ طلوع "الشِّعرَى" (نهارًا) يكون في شدَّة الحر، فأضاف الفعل إليها. و"الشَّكيمة": رأس اللجام. وقوله "فوسَّمَتْها"، من السِّمة التي هي الكيّ. و"الحكم": جمع حكمة وهي ما على أنف الدَّابة.
قال إبراهيم الحوراني:
فكم جرى ذو العلم في مجهلٍ حتى جرى ذو الجهل في معلمِ
وكم رعى في مهمةٍ كوكبًا حتى اهتدى السَّارون بالأنجمِ
يجتاب أرجاء العُلى رغبةً في كشفِ ما في الأطلسِ المظلمِ
وقال أبو تمام:
لإسحق بن إبراهيم كفٌّ كفت عافيه نوء المرزمينِ
أمَّا إخوان الصَّفا، فجاء في رسائلهم عند نزول القمر في "الذِّراع" ما نصُّه: "فإذا نزل القمر بالذِّراع، فاعمل فيه نِيْرَنْجات الشَّهوات والمحبَّة، ودخِّن فيه بدخنها، واستفتحْ فيه أعمالك، وادعُ فيه بالدعوة، وعالجْ فيه من الرُّوحانية كلها، ودبِّر فيه الصَّنعة، واعملْ فيه الطلسم، وادخلْ فيه على الملوك واسعَ في حوائجهم، واتصلْ فيه بالأشراف والإخوان، وازرعْ فيه واحصدْ واغرسْ فيه، وتزوَّج، واشترِ الرَّقيق والدَّواب، والبسْ ما أحببت من جدد الثياب، وسافرْ فيه، فإنَّ ذلك محمود العاقبة نافذ الرُّوحانية، حسنُ الخاتمة في الزكاة والبركة". وورد أيضًا: "ومن ولد في هذا اليوم، ذكرًا كان أو أنثى، كان سعيدًا صالحًا محمود السِّيرة والتدبير. ومن تختم بخاتم على فصِّه صورة هذا الكوكب رأى ما يحبه". 
الكلب الأكبر
ولأنَّ "المِرْزَم" من نجوم كوكبة "الكلب الأصغر"، فقد شاعَ عند الإغريق أنَّ الكلبَ الأصغر والكلبَ الأكبر كانا كلبي الجبَّار (أوريون) وهما من أمضى أسلحته في الصيد، وقيل لا بل هو كلب إريجوني Erigoneالذي دلَّها على الحفرة التي دُفِن بها أبوها ممَّا دفعها إلى الانتحار كمدًا، وممَّا دفع الكلب أن يرمي نفسه من علوٍّ إلى الهاوية إخلاصًا لها. وهناك روايةٌ ثالثة تجمع بين الكلب الأصغر والكلب الأكبر تقول: كان الإغريق يصفون الكلب الأكبر بــ " كلب متوهج الوجه"، لأنَّه يبدو وكأنه يقبض على نجم "الشِّعرى" (ألمع نجوم السَّماء) بين شدقيه. وتحكي الأساطير الإغريقيَّة أنَّ "الكلب الأكبر" ما هو إلَّا "الليلبس" أسرع كلب في العالم، والذي قُدِّر له أن يتمكَّن من اصطياد أي شيء يطارده. تقول الأسطورة إنَّ "زيوس" أهدى "الليلبس" Laelaps لــ"أوروبا" مع رمح صغير Talosلا يخطئ هدفه. لم تكن هذه الهدية مباركة، فقد قُتلت "أوروبا" بالرمح نفسه دونما قصد (قتلها زوجها سيفالوس Cephalos وهو يصطاد بالرمح). أخذ "سيفالوس" الكلب إلى "طيبة" Thebes في "بيوتيا" Boeotia(مقاطعة يونانية في شمال أثينا) ليصطاد به "الثعلب التيوميزي" (Teumessian fox) الذي أرَّق أهالي طيبة. كان الثعلب مثل "الليلبس" سريعًا جدًا ومقدرًا له ألا يتمكن أحد من اصطياده. وعندما بدأ الكلب بمطاردة الثعلب، بدا أنَّ هذه المطاردة لن تنتهي أبدًا، إلا أنَّ "زيوس" حسم الأمر بنفسه، وحوَّل الحيوانين إلى كتلتين من الصخر، ووضع "الليلبس" ممثلًا بكوكبة "الكلب الأكبر" في قبَّة الفلك،

No comments:

Post a Comment