Friday, December 29, 2017

ميري كريسمس






||#محمد_أحمد_السويدي || #مقالات
"ميري كريسمس" قالها "لوريندسو" ابن الحوت بائع التحف البوسيتاني بودّ. 
ميري كريسمس قلت مودعّا إياه، وأنا أهمّ بالخروج حاملا بعض التحف التي اقتنيتها، وقفلت عائدا وصاحبي إلى السيّارة، فمصباح النهار قد أنهكه السفر والطريق إلى نابولي طويلة كثرثرة ليست لها نهاية.
يحتفل العالم المسيحي في الخامس والعشرين من كل عام بعيد ميلاد المسيح (الكريسمس)، وتقام لهذه المناسبة طقوسا باتت مظهرا يألفه العالم. 
لم يعد خفيّا أن لا علاقة بين المسيح وعيده المزعوم، وأن هذا الاحتفال ليس إلا عيدا وثنيّا اعطته الكنيسة بعدا لم يكن في بال العيد. 
كان الشمال الأوربي يحتفل قبل قرون من ولادة المسيح (بيول) في الحادي والعشرين من ديسمبر وهو عيد يقام بمناسبة بدء الأيام التي تتقاصر فيها ساعات الليل عن النهار. وقبل هذا التاريخ بأيام كان الرومان يحتفلون بعيد ربّ الغلال زحل، فيقيمون المآدب والأفراح. ولعل عيد الإله مثرا ربّ الشمس الموافق الخامس والعشرين من ديسمبر هو المناسبة التي دفعت رجال الكهنوت سلب هذا الإله عيده لصالح ابن الله المجهول المولد. وما إن حلّ القرن الرابع للميلاد حتّى كرّست الكنيسة هذا العيد بشكل رسميّ. ثم تسلّل السانت كلوز الهولندي ذو الأصل التركي نيكولوس الطيّب المغرم بالأطفال من فتحة المدفأة بعد أن أعاره رسّام الكاركاتير الأمريكي توماس ناست حلّته الحمراء وذقنه الصّوفي الأبيض الطويل عام 1836م. وأما شجرة الكرسمس ذات التفّاح الذي يرمز لشجرة آدم وحوّاء وفردوسهما المفقود فهي عادة شماليّة أقحمت هي كذلك عبر النافذة. ولمّا راقت هذه التوليفة للتاجر الأمريكي سام حوّلها بلمسة من عصاه إلى أكبر تظاهرة سنويّة يتلقّفها العالم.
الكريسمس كلمة مكوّنة من مقطعين: الأول، كريس: وهي كلمة إغريقيّة تعني المسيح. ومس أو موس: وهي مصرية قديمة تعني ميلاد. وأمّا "ميري" فالقاموس الإنجليزي لا تسعفه الذاكرة لإيجاد أصل لهذه المفردة قبل القرن الحادي عشر. ومعناها المتداول: شعور بالفرح أو السعادة. وهنا ينتابني ظنّ بأن ثمّة سطو آخر تمّ في زمن ما، خطفت فيه نخلة عربية باسقة بعذوقها وجذورها من صحراء الجزيرة (هنيئاً مريئاً)، الى القاموس الغربي، ولكننّي سأسند ملفّ تلك الجنحة لمفتّش أكثر مهارة في فنّ القيافة (تقفّي الآثار)، ولكن للمؤمنين بهذا العيد وما يجلبه من فرح أقول: ميري كريسمس.

Monday, December 18, 2017

ندعوكم لمشاهدة هذا الفيديو عن الحضارة المصرية القديمة




  ندعوكم لمشاهدة هذا الفيديو عن الحضارة المصرية القديمة
#فرعونيات من انتاج #القرية_الإلكترونية في أبوظبي يقوم على رعايته واختيار مادته الشاعر الاماراتي محمد احمد السويدي

Wednesday, December 13, 2017

زينون الإيلي - Zenon







زينون الإيلي
« Zeno of Elea - زينون الإيلي » من مشروعنا مجلس الفلاسفة 
|| #مجلس_الفلاسفة || #محمد_أحمد_السويدي
ندعوكم للتعرف على هذا الفيلسوف من خلال مشروعنا الجديد #مجلس_الفلاسفة والذي يهدف إلى التعريف بأهم الفلاسفة الذين أثروا الحركة الفكرية عبر الزمن، ويقوم على رعايته وإختيار مادته الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي، ويعكف مبرمجو القرية الإلكترونية - أبوظبي حالياً على تطوير التطبيق ليكون متاحاً ومتوفراً على ITunes قريباً.

Tuesday, December 12, 2017

في وداع أسطورة الغناء العربي أبو بكر سالم






في وداع أسطورة الغناء العربي أبو بكر سالم
لقد غادروا في اللَّحدِ من كانَ ينتمي ** إلى كلِّ نجمٍ في السماءَ محلِّقِ
بقلوب مؤمنة برضوان الله ورحمته، وبأن ذاكرة الأجيال لا تنسى وصفحات التاريخ ستظل ساطعة مشرقة بأسماء المبدعين في كل فن من فنون الحياة. ورحيل الشاعر والمغني أبو بكر سالم، وإن أبعده الغياب عن عيون جمهوره ومحبيه، فهو باق في قلوبهم، كما ستبقى ألحانه وأغانيه صداحة بعذوبة صوته الشجي على امتداد أجواء الخليج، من الرياض إلى أبوظبي وصنعاء والكويت، ومن المنامة إلى جدة وعدن، كما ستظل روحه وهاجة كضياء نجم بعيد في سماء الإبداع وفي فردوس النعيم. موت المبدع ليس إلا رحلة من دار إلى دار، في حين يظل طيفه ورجع أغانيه وألحانه يتردد في مواسم الفرح ومسامع الزمان.
ننعى إلى محبي الجمال حول العالم رحيل صاحب الوتر الذهبي، والصوت الأصيل الفنان "بوبكر سالم" الذي وافته المنية الأحد 11 ديسمبر 2017م، ننشر اليوم جزءاً أحد الحفلات التي صاغها بصوته في أمسية جمعت الفنان أبوبكر سالم والشاعر حسين المحضار في المجمع الثقافي في أبوظبي تحت رعاية الأمين العام الشاعر الإماراتي/ محمد أحمد السويدي سنة 1993م.


Monday, December 11, 2017

أخلاقُ فلورنسا






«أخلاقُ فلورنسا»
لا أستطيعُ تفسيرَ وجود النُصْبِ التذكاري الغريب للمهراجا "راجارام" من كلهابور في أقصى طرف جنائن كاشيني. يُقال إنّه قضى بعد فترة وجيزة من وصوله إلى فلورنسا، وكان قد خرج من بلاده قاصداً لندن في رحلة لتحصيل العلم، فحلّ ضيفا على الحكومة البريطانيّة، واستقبله كبار رجالات الحكومة، ثمّ سافر إلى فلورنسا فألمّ به التهاب في الصدر، ومات في غضون أيّام، ولمّا أرادت عائلته إقامة طقوس الحرق، في فلورنسا، كما جرت عادتهم، وافق السيّد «مديتشي» والي المدينة، على أن يكون ذلك في موضع بعيدٍ عن المدينة، وهو ذات المكان الذي يقوم فيه النصب اليوم، وعلى أن يتمّ ذلك ليلاً.
كان ذلك في أوائل ديسمبر 1870، ثمّ ذُرّ رماده في النهر بناء على طلب العائلة، واليوم، صار الجسر الضخم ذو الطريقين يسمّى باسمه، والطريقان واحد للسيّارات، والآخر للمشاة.
فقلت في نفسي: صدق ليوناردو دافنشي في وصف #فلورنسا عندما قال: «فلورنسا هي معبر من خلاله يمرّ غرباء كثيرون»، وعندما علمت الصديقة/ سيلفيا الفلورنسيّة المولد بذلك، أقسمت أن العمدة قد قبض لقاء ذلك مكافأة سنيّة، قلت: هكذا يفسّر الطليان هذه القرارات في مثل هذه المواقف.
قال صاحبي: لقد تبيّن لي سبب إقامة العرس الهندي الصاخب قبل أعوام في الساحة المقابلة لفندق الجراند هوتيل الذي أقام فيه المهراجا، وقضى.
بعد جولتي في متنزّه «كاتشيني»، المعتادة، ذهبت إلى ساحة السّادة، ووقفت أمام الموضع الذي أحرق فيه الداعية المتزمت «سافانارولا»، قبل دخول القرن السادس عشر.
ثمّ عرجت على القصر القديم الذي أقيمت فيه مسابقة القرن بين ليوناردو دافنشي ومايكلأنجلو، تلك المسابقة التي لم يكتب لها النجاح؛ فلقد هجر الثاني العمل بعد أن استدعاه بابا روما، وأمّا الأول فلقد أفسدت لوحتَه الأمطارُ الغزيرة التي انهمرت وتسلّلت من فتحات السقف، وكذلك رعونة «سالديني» حاكم جمهوريّة فلورنسا التي استمرّت أربعين عاما.
مررت على ساحة «بياتزا دي سانتا ترينيتا» قبالة محلّ سلفادوري فرّاجامو. هنا حدثت المشادّة الكلاميّة بين ليوناردو ومايكلأنجلو، وهي مشّادة من طرف واحد.
ثمّ عبرت الجسر القديم، هنا لو كثّف الزمن، لوجدتني أقف مع ليوناردو ومايكلأنجلو ورفائيل وميكافيللّي ودانتي وجاليليو، ومئات من العظماء الذين عبروا الجسر، وحدهم آل مديتشي (لوراندزو وآله) المستثنون، فقد بنوا معبراً فوق الجسر لأنهم لا يؤثرون مخالطة الناس.
ثمّ أعود عابراً ساحة جميع القدّيسين لأسلّم على «بوتاشيلّلي» الذي ينام في كنيسة الفرانسيسكان بنفس اسم الساحة.
»فلورنسا» بلد أُثر عنه حب الغلمان، أوَما كان «ليوناردو» في حريره ومخمله لا يفارق كوكبته من الشبّان ذوي الرؤوس المعقوصة، وأمّا «داناتللو» فقد أَنجَز فيها تمثاله الذائع الصيت (داوود) وقد بدا بعجيزة امرأة.
#محمد_أحمد_السويدي
#فلورانسا
*نشر 2016

Saturday, December 2, 2017

بسملة







«بسملة» بقلم: محمد أحمد السويدي
بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، يسرنا أن نتقدم بأسمى التهاني بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، ونهدي قراء الصفحة الكرام مقالة #بسملة للشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي احتفاءً بهذه المناسبة الميمونة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وطني انت
دون قوامك الفارع جنتان
الظهر والبطين،
وعلى صفحة الجبين تشرق شمس المويجعي والجيمي، 
ذات صباح ربيعي في أبها حللها
تلكما مهدا طفولتي وملعب صباي
وفي بحيرتي عينيك النجلاوين الصاروي والداوودي فلجين أصلهما من عدن
الحمرا في وجنتيك وبوسمره
وفي الشفتين المعلا ّ فلج كتسنيم التي يشرب منها المقربون
وعلى كشمير العنق تصطف محاضر ليوا
مزيرعة والمارية والشرقيّة وحميم
وليست آخرها حوايا عقد من الزمرّد المنظوم
حوايا هذة زمردّة نادرة شهدت مولد بن عتيق وقد
آثرها بسبيكة شعر من الذهب منها
إمقيّضة غرسة حوايا ماها غدير مثل لفلاج
وعلى تلال النهدين الحويمي والغدير تلك التلال التي طالما عشقتها الشمس
وبينهما ينحدر سيح اليلح العبق برائحة الخزاما
وعلى تضاريس خطوط الزندين فالساعدين فالرسغين
الغريف وحتّا والظفره والجرن والعشوش وفلاح والعذيب
حبّات اللؤلؤ تلك التي زيّن بها بن ظاهر نونيّته الذائعة الصيت
في منعطف الخصر دهان ورماح والختم تلك الإستراحات
التي يستظل بسدرها وغافها العشّاق من وعثاء السفر منذ الأزل
في السـّره عين الفايضه 
في المساء تنعكس فيها نجوم السماء
فتخالها سماء مرصعـّة بالنجوم
وفي صفحة البطن عثمر والغويل ودونهما وادي سلام
في هوّة الوادي العميقة تلك
العمير وأم العنبر وأم الفلق ورقـّة محمد وبالخلاخيل
وأم الشيف مغاصات اللؤلؤ والدان التي
ما حلمت بها بلقيس
ودون الخصر قليلا
تطـّل كثبان القفا الحمراء التي لا أمل صعودها والتبّرك بتربتها الكحل وحشيشها الزعفران
وعلى حرير الرّبلة حيث يستطاب اللثم والتقبيل
الهيلي والهير والفقع وزاخر
فخذ زراره الرملي كالعسجد وفخذ الرياض لم اصلّ
على تربة أنقى وأطهر
بينهما الخزنه والقوع حيث سوّا الله عشبن زين لون
تغـّنته الأمم منذ ثلاثمئة عام وما تزال
امـّا السمحة وأم لشطان والسلع و حليبه وشناين 
فتنحدر كالزبرجد على رخام الساقين
وعلى مشط القدمين
تسكن ثامل وعثمروالمدام ومزروق
لا أملّ التمتمة بأسماء الجزر المنثورة كحبّات الخال
فعلى الحوض الأيسر مروّح والطويلة والحاله
ودون ذلك على الساق البضّه ابو الأبيض
وعلى الإبهام الأيمن الضبعيّة وعند الكوع بونعير
وعلى عنبر النهد الأيمن أجمل الجزر طرا ّ صير بني ياس
ذات التربة الياقوت
واخيرا
دون أصابع القدم على المصلّى قلب يسبّح بحمدك ويلهج بجلالك
ويتغّنى بهاؤك يا حبيبتي
يا #بلادي

السيدة وَفَرو القاقم





«السيدة وَفَرو القاقم»
|| #محمد_أحمد_السويدي || #مقالات
كانت أولى تكليفات ليوناردو المعروفة من لودوفيكو (أمير ميلانو) نفسه لم تكن في مجال الهندسة ولا المعمار، بل كانت رسم عشيقتة الشابة الفاتنة، سيسيليا غاليراني. لم يكن لودوفيكو سفورزاً نموذجاً للرجل المحروم مثل أخيه الدوق، ولكنه استمتع بالملذات الجنسية التي يمكّنه منها نفوذه.
لقد كان يميل إلى اعتبار أهدافه من الإناث كما يعتبر إناث وذكور الوعول في أراضي صيده الخاصة- مباحة له- ومهما كان شعورها حيال المسألة، فأي شابة تقع عليها عيناه تعرف أنّ هذا الصنيع مدخلها إلى عالم من الرغد والامتيازات لها ولعائلتها. ولدت سيسيليا في أوائل عام 1473، وكان والدها فازو موظفاً حكومياً عمل كسفير لكلٍ من فلورنسا ولوكا، وأمها مارغيرتا بوستي، كانت ابنة لدكتور مجاز في القانون. وقد كانت سيسيليا ابنة أسرة ميسورة الحال ولكنها ليست على درجة كبيرة من الثراء، وقد توفي والدها بينما هي لم تزل في السابعة من العمر، ولديها ستة أخوة يسبقونها، لقد كانت فقط طفلة مرفهة نسبياً.
كانت في الرابعة عشر من العمر ذكية، ومثقفة، كما أصبحت لاحقاً راعية لعدد من الكُتَّاب من بينهم الروائي ماتيو بانديللو. ويستشف من القصائد والرسائل التي كتبت عنها، أنّها كانت على قدر رائع من الجمال، ولكن لم يعد لكل تلك الإهداءات ضرورة، فقد أغنى عنها وجودها في لوحة رسمها لها ليوناردو- ونستعير هنا تعبير ليوناردو نفسه من ذلك العصر، وهي المعروفة أيضاً بلقب السيدة وَفَرو القاقم.
ونحن ندين للشاعر بيللينشيوني بأولى الإشارات إلى لوحة ليوناردو، في رسالة شعرية، بلهجته البطولية، للطبيعة:
يا أيتها الطبيعة كم غيورة أنتِ
من فينشي الذي رسم واحدة من نجومك،
الغانية سيسليا، التي يستحيل نور الشمس
أمام عينيها العذبتين ظلاً كالح السواد
وهب أنّك: بقدر جمالها وما في قلبها من حياة
ستنال من المجد على مر العصور
ومن أجل ذلك قدِّم آيات شكرك للودوفيكو
ولعبقرية وأنامل ليوناردو..
إذ أراد كليهما أن تراها الأجيال القادمة.
وصورة سيسيليا ذات طابع إيروسي.
اليد التي تداعب الحيوان المكسو بالفراء ذات إيماءة جنسية، وزينة ردائها- عصابة الرأس الذهبية، والرباط الأسود، والوشاح المعقود، والعقد- كلها تشير إلى القيود، حالة الأسر التي تعيشها المحظية.
وقد استحضرت فقرة في الأطروحة حول الألوان، حيث كان ليوناردو يبرهن على أنّ الرسام يمتلك ذات القوة التي للشاعر "لإشعال جذوة الحبِّ في الرجال"- لقد كان يجعلهم "يقعون في الحب مع لوحة ما".