Monday, February 26, 2018

Isis and the Sun God's Secret Name








  Isis and the Sun God's Secret Name 
الحلقة 6
ندعوكم لمشاهدة هذا الفيديو عن الحضارة المصرية القديمة
#فرعونيات من انتاج #القرية_الإلكترونية في أبوظبي يقوم على رعايته واختيار مادته الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي

  #محمد_أحمد_السويدي_فرعونيات

غرفة ذات إطلالة





غرفة ذات اطلالة

على خطى الكاتب الإنكليزي الكبير (فورستر) سرت متعقّبا الأمكنة والحيوات الداخلية المتراكبة لمدينة فلورنسا والتي سردها وأشار إليها في روايته الذائعة (غرفة ذات إطلالة) 
تُرجمت الرواية إلى اللغة العربية بذات العنوان وصدرت في دمشق بترجمة رفيدا فوزي خباز، وكان فورستر قد تناول فيها إطلالة على الطبقة الانكليزية الارستقراطية و توثيق لتقاليد المسامرة وحفلات الشاي الارستقراطية في آواخر القرن الثامن عشر، كما تؤرخ لبداية ظهور جيل ثائر على هذه التقاليد. 
وهو الأمر الذي بوسعنا التعرّف عليه في سيرة فورستر ذاته، فلقد اندمج مع حلقة بلومزبري أثناء دراسته في جامعة كمبردج وكانت قد ضمّت عدداً من الفنانين والأدباء المتمردين على القيم الفكتورية ومنهم فرجينيا وولف. 
سافر إلى بلدان عدة مثل اليونان وإيطاليا وكان يعكف على تدوين ملاحظاته التي دفعها لتكون الجسم الرئيس لرواياته التي تحكي قصص في الغالب قصص السواح الإنكليز في الخارج.
كتب في الصحافة وعمل في المكتبة الوطنية وشارك في نشاطات ثقافية كثيرة وكان أول رئيس لجمعية الكتاب الإنكليزية. 
ولفورستر مجموعة من المؤلفات التي رصدت ببصيرة متيقّظة ومتسائلة مجموعة من التحولات التي أفرزتها قيم المجتمع الفيكتوري، ولعلّ من أكثرها تأثيرا كتابه (معبر إلى الهند) والذي صدر عن دار بنجوين عام 1924 ونال استحسانا كبيرا وتقديرا عاليا وبيعت منه مليون نسخة ورصد فيها الصراع بين الثقافتين الإنكليزية والهندية، وسأعمل على التوفّر عليه قريبا لأرى مواطن الاستفادة منه في مشروع زيارة الهند والسير على خطى الطنجي ابن بطوطة واستقصاء أمكنته ومروياته.
يبدأ الفيلم الذي تجري أحداثه في عصر المللك أدوارد بقصة شابة بريطانية من الطبقة الأرستقراطية تدعى لوسي تصل إلى مدينة فلورنسا الإيطالية رفقة عمتها شارلوت بارتلي لقضاء إجازة من أجل السياحة الثقافية والاطلاع على الفن والروح الايطالية وكانت هذه الرحلة جزء من طقس يطلق عليه (جراند تور) الرحلات الكبرى لاستكمال التعليم، وهي ذات الرحلة التي قام بها جوته وبايرون من قبل
في قاعة الطعام في فندق(بيرتوليني). تتبرّم لوسي بسبب أن الغرفتين اللتين خصصتا لهما في فندق بيرتوليني لا تطلان على نهر آرنو بحسب اتفاق الحجز ، وإنما تطلان على ساحة لا حياة فيها تبدو وكأنها جرداء.
فيتدخل صحافي متقاعد اسمه امرسون بصحبة ابنه جورج في حديثهما، وأبدى استعداده للتضحية بغرفته ذات الإطلالة لهما، فتمتعض السيدتان النبيلتان من استراقه السمع إلى حديثهما، لكنهما تقبلان بالعرض لاحقاً. 
ثم تتعرفان (لوسي وعمتها) على مجموعة من أفراد النخبة اللندنية في الفندق فيخرجون في رحلة إلى برج ديل غاللو، وفي الرحلة التي صحبهم فيها الكاهن والصحافي وابنه جورج يبدو جليا صراع الطبقات والثقافات، وفيها يحدث أن تعجب لوسي بجورج الذي حدس بدوره أنه متيّم بها.
تعود لوسي وابنة عمها إلى ضاحية "ويندي كورنر" وهي تتنازعها مشاعر مؤلمة بسبب استغلال توقها إلى الحب، وكانت بها رغبة في أن تكبر بسرعة. 
ثم تتعرف إلى الشاب المثقف (سيسيل فايس) الذي كان باردا ومعتدا بنفسه على النقيض من جورج البوهيمي والجذاب، ولكن سيسيل أحبّها لأنها تشبه نساء ليوناردو دافنشي فينال حبها وإعجابها. فتحاول لوسي من جهتها أن تقرأ لتنال قسطا من الثقافة يؤهلها للحاق بسيسيل، أما هو فيعمد إلى إيجار منزل مجاور لصديقه القديم امرسون وابنه، فيجمع خصمه العاطفي، جورج مع خطيبته لوسي على غير دراية منه. 
وفي إحدى رحلات الريف يختلي جورج بلوسي ويكشف لها عن حبه محاولا إقناعها بأنها مخدوعة بسيسل.
وبعد عدة مجريات ينشب في داخلها صراع لابد من حسمه بالانحياز إلى أحد الشابين، فإذا اختارت سيسيل، فلربما ستكون حياتها استمرارا لذات الأشياء التي عرفتها وأدركتها دائما، فحفلات الشاي الرتيبة أمر لابد منه، وستنحني بلباقة فيكتورية أمام ضيوفها وسيتعيّن عليها أن تبتسم من أجل الطرائف الباردة، ولكنها على الجانب الآخر إذا انحازت إلى جورج فسيمكنها أن تعبر جميع سواقي المياه في ضاحية ويندي كورنر التي انشأها أبوها المحامي وهي تعدو دون توقف، وستجرب الوقوف تحت المطر دون مظلة أو وصيفة.
ثم تحسم الصراع داخلها باختيار جورج وتهرب معه إلى الفندق الذي رأته فيه أول مرة، غير آبهة بالتهديدات التي اطلقتها أمها وأخوها.
فلقد تمكن من من أن يفتح شرفة في قلب حبيبته لتطلّ منها على العالم، فساعدها بذلك على الاستجابة للنداء الداخلي الذي هتف بقلبها والفرار من تقاليد القرون الوسطى.

حُوّلت الرواية الى فيلم (A Room with a View)، وعُرض للمرة الأولى في انجلترا عام 1986، وهو من إخراج جيمس أيفوري. وأنتجه إسماعيل ميرجنت
قام بأدوار الفيلم ماجي سميث في دور تشارلوت بارتليت وهيلينا بونهام كارتر في دور لوسي هانيتشيرش ودنهولم إليوت في دور مستر إيمرسون وجوليان ساندز في دور جورج إيمرسون وسيمون كالو في دور مستر بيب وجودي دينش في دور إلينور لافيش ودانيال داي لويس في دور سيسيل فايس وروبيرت جريفز في دور فريدي هانيتشيرش، وبلغت كلفة إنتاجه 3 ملايين دولار.
حصل الفيلم على العديد من جوائز الأكاديمية Academy Awards ، بما في ذلك جائزة أفضل تأليف وأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل في دور مساعد (دينهولم إليوت) وأفضل ممثلة في دور مساعد (ماجي سميث). كما حصل الفيلم أيضا على جائزة BAFTA Award لأفضل فيلم.

Thursday, February 22, 2018

Temple Purification Rituals in Ancient Egypt 7

Temple Purification Rituals in Ancient Egypt 
الحلقة 7
ندعوكم لمشاهدة هذا الفيديو عن الحضارة المصرية القديمة
#فرعونيات من انتاج #القرية_الإلكترونية في أبوظبي يقوم على رعايته واختيار مادته الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي
#محمد_أحمد_السويدي_فرعونيات
 
http://www.electronicvillage.org/mohammedsuwaidi_publications_indetail.php?articleid=1430

Tuesday, February 20, 2018

مخطوطات ليوناردو دافنشي







مخطوطات ليوناردو دافنشي (11 ألف صفحة) عبارة عن خارطة ذهنية لعقل ليوناردو. فهي تشتمل على كلّ شيء بدءاً من أنصاف الجُمل المقتضبة، أو الحسابات المتعرّجة، إلى الأطروحات العلميّة المكتملة الإثبات، والتمارين الأدبية. وطبيعة المواضيع تتفاوت في طبيعتها من التّشريح إلى علم الحيوان مروراً بالديناميكيا الهوائيّة، والعمارة، وعلم النبات، وتصميم الأزياء، والهندسة المدنية والعسكرية، دراسة الأحفوريات، والهيدروغرافيا (علم وصف المياه)، والرياضيات، والموسيقى، والبصريات، والفلسفة، وعلم الآلات، ورصد النجوم، وتصميم الموانئ، وزراعة الكروم. والدّرس العظيم الذي تقدّمه المخطوطات هو أنَّ كلّ شيء خاضع للتساؤل، والتحقيق، والتمحيص، والمعالجة، وتحليله إلى عناصره الأولية.

وقد كان يوكل إلى نفسه أعمالاً منها الصغير والكبير: صِفْ كيف تتشكّل السُّحب، وكيف تتلاشى، وماهي أسباب تصاعد البخار من مياه الأرض إلى الهواء، وأسباب الضّباب، وما يجعل الهواء يتكثّف، ولِمَ يبدو أكثر أو أقل زرقة في مختلف الأوقات.

صِفْ... ما هو العطس، وماهو التثاؤب، التّوعك، والتّشنج، والشّلل، والارتعاش برداً، والتعرّق، والرّهق، والجوع، والنّوم، والعطش، والشّهوة.... صِفْ لسان طائر نقار الخشب.......

وقد كان ليوناردو- كما عرّفه كينيث كلارك، " أكثر البشر فضولاً دون كلل أو مللٍ في التاريخ".

Saturday, February 17, 2018

ذكرى أيام إكسبو اليابان 1970





ما إن استقرّ معالي عبد الله بن راشد النعيمي في مجلس الوالد حتّى هتف قائلا: الحلوى، ولكن كأن يداً خفيّة نهته قبل أن يمدّ يده، قال وهو يخاطب الوالد: جئت للسلام على أخي في لندن، ثمّ شرع الوالد في بسط سجّادة أيام إكسبو اليابان 1970، وقال يخاطب الحضور: كنّا قد فرغنا للتوّ من افتتاح المعرض بحضور الإمبراطور وقفلنا عائدين إلى جناحنا عندما سمعنا صوتا يصدح بأذان الظهر فعجبنا من ذلك ورحنا نتعقّب الصوت إلى أن انتهينا إلى جناحنا نفسه، قال راشد: كان هذا المؤذن الياباني غريبا حقّا فما إن حصل على شهادة الدكتوراه حتّى قصد العقيد معمّر في ليبيا فلم نعد نسمع عنه، وأضاف أن من المواقف التي صادفته في ذلك المعرض عربيّ يبكي شوقا إلى بلاده، فلمّا سأله من أين هو قال: من إسرائيل، فعجب راشد من ذلك، ولمّا سأل الوالد راشد عن المدّة التي قضاها في اليابان بمناسبة المعرض ردّ قائلا: ستّة أشهر، وأضاف راشد: كانت الظروف صعبة، فلم نكن دولة بعد، فقال الوالد: ولكنّ مكانة أبوظبي التي كانت تصدّر ربع الطاقة التي تحتاجها اليابان حرّضت الشركات اليابانيّة على إقناع الشيخ زايد رحمه الله بالمشاركة، ثمّ تطرّق الحديث عن الحلقات التي بثّتها قناة العربيّة عن تجربة راشد فأثنى الوالد على هذه الحلقات التي حرص على حضورها وقال راشد إنه قابل الشيخ محمد بن راشد بعد بثّ المقابلة فقال له لقد رأيت الحلقات كاملة وشجّعني على مواصلة الإدلاء بهذه الذكريات وكذلك الشيخ محمد بن زايد الذي كان راضيا عنها.

وأضاف: كنت أسمّى قبل هذه اللقاءات الصندوق الأسود ولقد شجّعني دعم الشيوخ والناس على أن أبوح بمزيد من الذكريات، ثمّ تحدّث الوالد عن عزمه لقاء جون مورال العضو الأخير الباقي من هيئة استثمار أبوظبي، قال الوالد إنه تولّى أمر الهيئة التي كلّفها الشيخ زايد متابعة الأمر وهي من عضويّة معالي محمد الحبروش ونديم الباجه جي ومحمد الملّا، قال الوالد: كان الإنجليز يفاجئوننا بأكوام من الكراريس والتقارير الماليّة دون تحضير ودون جدول أعمال، فشكرناهم على جهودهم وقرّرنا نقل اللقاءات إلى أبوظبي واقتدينا بالكويت التي سبقتنا إلى ذلك، وأضاف الوالد أنه طلبنا لقاء مورال فأجابنا إلى ذلك ولكنّه حدّد السّادس من أكتوبر موعدا مناسبا له أي بعد أسبوعين، وبدأت مطالعة تاريخ المؤسسات الخمس الممثلة في ذلك المجلس وهو العمل الذي كان ينبغي علينا إنجازه قبل 47 سنة من الآن، وأضاف الوالد لقد عزمت على مقابلة جون مورال هذه المرّة وأنا ملمّ بما صارت إليه هذه الشركات وكيف ومتى تأسست.

وقال إنه أخبر السيّد مورال بذكرى زيارة الوفد الذي كان يمثّل الشركات الخمس الذي كان على موعد للقاء الشيخ زايد في أوّل السبعينيات وكان الشيخ مخيّما في واجهة دبي عندما تأخّر وصول الوفد الذي غرّزت سيّارته في الرمل وكان زايد مزكوما ومرهقا فطلب منّا الاعتذار للضيوف على أن يلقاهم في الغد، ولمّا وصلوا في العاشرة ليلا اعتذر جميعهم عن المبيت في استراحة أعدّت لهم وقالوا جئنا للسّلام فبلّغوا الشيخ زايد تحيّاتنا، سوى جون مورال فإنه عزم على قضاء الليل معنا وطلب أن تعدّ له خيمة فقد اشتاق إلى تلك الأيام التي قضاها جندّيا في العلمين تعوّد على الإقامة في الصحراء، قال الوالد: فلمّا ذكّرته بتلك القصّة سُرّ كثيرا، وانتقل الحديث بعد ذلك عن مذكرّات الوالد فقال: لقد بلغت زهاء 150 كرّاسا ونيّف، وهي مصنّفة بالمواضيع ومكتوبة بخطّ أنيق، وستتاح للأجيال القادمة التي من حقّها الاطلاع على تاريخ الدولة، وهذه المجلدات تبدأ من منتصف السبعينيات. 
وأعلم أن الوالد يسعى لسدّ ما فاته من تدوين كلقاء سو سيلر وجون مورال اللذين حرص على إنجازهما إبّان إقامته القسريّة في لندن، ثمّ تحدّث عن الاتحاد والصعوبات التي واجهت القادة وخصوصا توجّسهم من استئثار الإمارة الأكبر أو الإمارتين الأغنى بالقرار، ولكن ثبت لهم فيما بعد أن التجربة كانت في مصلحة الشعوب والقادة الذين ظلّوا يديرون شؤون إماراتهم دون تدخّل من مركز أو سلطة فعزّز وكرّم الحكّام وكسب الشعب حتّى صارت الإمارات مضرب الأمثال.

Thursday, February 15, 2018

الطريق إلى فلورنسا





«الطريق إلى فلورنسا»

في الطريق إلى فلورنسا، قدتُ السيارة كعادتي، ربما كمحاولة لألتحم بالمكان، ثم فرشت سجاد صوت «لويزا تترازيني» لتنهض في الطريق صلاةٌ سيدركها (محسن سليمان)* ويعرفها كما يعرف أصابعه، ولقد حضر في البرهة التي انطلق فيها صوت لويزا والتحق بالموكب الذي يقلّنا إلى فلورنسا.

شاهدت لمرات التسجيل الوحيد الذي يُظهر سيدة الغناء الإيطالية وهي تغني (ما اباري توتآمور) من أوبرا (مارسا) أو (سوق ريشموند) لفريدريك بون فلوتو.

تقول كلماتها:

"هكذا بدت لي مفعمة بالحب
عندما أبصرتها عيناي
جميلة هفّ لها القلب
كشعلة تحترق"

إنها الأغنية التي اختُبرتْ بها حنجرتان، إحداهما حلّقت صوب الأعالي وعقدت حلفا مع الأبدية، فكانت تلك حنجرة «بافاروتي»، أما الأخرى فلقد هوت بها إلى أسفل سافلين وهي حنجرة «مايكل بولتين».

كان محسن لا يزال يقرع نواقيس الذكرى ويصحبنا إلى فلورنسا عندما قال من الغيب: إن إيطاليا التي وهبت الغناء الأوبرالي لويزا تترازيني وأملينا جالي كورشي، لاينبغي أن تنحني لأحد.

هناك صورة تظهر فيها لويزا تترازيني في ساحة بسان فرانسيسكو سنة 1890 ومن حولها تحلّق 200 ألف مفتون بصوتها.

لقد تسلّقت سلّم المجد وكانت تتقاضى أجوراً سنيّة عن حفلاتها، ولكن مجدها أفل، وآل إلى الزوال، بعد أن اقترنت بشاب لعوب يصغرها بحبل من السنوات فأتى على كلّ ثروتها.

حتى أنها أفضت لإحدى المقربات من صديقاتها وكما يفعل إيطاليّ أثقله سرّ ما وأراد أن يتخلّص منه، أنها لم تجد إلا تذكرة على الدرجة الثالثة في سفينة انطلقت بها من أميركا الجنوبية صوب وطنها الأم.

ثم قالت: أهكذا يؤول بي الأمر؟ أن أعود بعد كل هذا المجد بمثل هذه الهيئة المزرية؟.
فأجابتها صديقتها معزّية: لويزا تترازيني هي لويزا تترازيني..

ولطالما سرد محسن سليمان هذه الحكاية وهو يتلذّذ بما تتركه من دهشة تحفر سحنة من يسمعها، ولقد نفض عنها الغيب وسردها مرة أخرى، ونحن نوشك أن نبلغ فلورنسا.

كانت لويزا لا تعدّ الفطور فطوراً ما لم يشتمل على دجاجة كاملة مع عصيدة وسمك مملّح وقواقع.

وتدافع عن بدانتها قائلة: إذا لم آكل كما أفعل الآن سيتهدّل جسمي.

ولقد شكا الفريدو الذي كان يؤدي دور حبيبها في أوبرا لاترافياتا، وجعاً في ظهره عندما تطلّب دوره حمل حبيبته المريضة فيوليتا التي لعبت دورها لويزا بدورها، فنفر عرق في ظهره وأقعده، فقال: كانت ثقيلة كدولابي ميشلين، فأعطبت ظهري.

أما الفيديو الوحيد الذي يظهرها فلقد تمّ تسجيله في لندن عام 1932، أي قبل وفاتها بثماني سنوات، ويظهر فيه صوت كاروزو العظيم وهي تجاذبه أطراف الغناء.

إن سيدات الأوبرا ولعقود طويلة مكثن على بدانتهن حتى مجيء «ماريا كالاس» التي أنهت هذه الظاهرة في الستينات، فلم يعد مقبولاً لجمهور الأوبرا أن تُختبر ذائقته الجمالية بعشاق وعشيقات على طراز لويزا.

لقد بدأت أرى فلورنسا على نحو مختلف منذ أن قرأت كتاب (انطباعات عن فلورنسا) لــ أندريا بوتسي
أصبحت أرى المدينة بعينيّ نورس، يكثّف المكان في نقطة ويفيض عليه، فأبدأ بتفكيكه إلى وحدات صغيرة، وأخلق علاقات لأربط الأشياء الفلورنسية مع بعضها البعض ليكتمل نسيج المدينة وحيواتها الداخلية وتصبح في مرمى بصري وبصيرتي.

كان ليوناردو يقول: القمر كثيف، وكل كثيف ثقيل، فما طبيعة القمر!
فاليوم يظهر القمر نهاراً في سماء فلورنسا الصافية هلالاً ملآنا يقترب من تربيعه الأول، إنّ القوس الذي يشكّله ظلّ الأرض واضح تماماً، وهذا الأمر يجعلني في مواجهة سؤال في شأن أسلافنا، كيف فاتهم الاهتداء إلى كروية الأرض والقمر مرآة تعكس الحقيقة على صفحتها دون لبس!.

أما نهر آرنو، فلم يكف منذ أزلٍ عن عزف أغنية الماء، يصبّ من جبل فالنيرونا (من سلسلة جبال الأبنيني) قرب ارتزو وسينالونجا المعمّم بثلوج يناير، والمستحمّ بمطر السحب التي رفعتها الشمس من مسطّحات بحار الأدرياتيك فتنهمر سيولاً في نهر آرنو الذي يخترق فلورنسا بهدير لا يهدأ، أغنية يرسلها منذ الأزل شغف بها ليوناردو دافنشي فراح يزيّن دفاتره برسم النهر، ودراسة مدّه وجزره، وانعكاس القمر عليه، ورقص النوارس فوقه، 2000 متر مكعّب من الماء يلفظها النهر في الثانية، إنّه نهر برائحة الزان.

وأنا تصافح أجنحتي نهر آرنو فأرتفع إلى نحو 50 مترا فأتفرّس في المدينة من هذا الارتفاع وهي تتمدّد تحت عينيّ من بوابه الحرية، ومقبرة الإنجليزشمالا إلى بوابة روما جنوبا، أقلّب المدينة بعينيّ كما لو كنت أقلّب كتابا وأرى من مكاني (بونتي فيكّيو) أي الجسر القديم.

هاهي بوابة روما، إنها تقفز إلى عينيّ وكأنها تعبر إليّ بكامل زينتها أو تمدّ يدها لتقول هات يدك واعبر إليّ، وهاهو الطريق الذي يلتقي بقصر (بتّي) أحد قصور آل ميدتشي بفلورنسا، ومن ثم جسر (فيكّيو) ثم قصر أوفيزي وقصر فيكّيو أي القصر القديم، والممر السري الذي صممه فازاري ليربط القصرين ببعضهما والذي مكّن لميدتشي أن يتردد على قصريه دون أن يخالط الناس، ولقد كانت الطبقية شائعة في المجتمع الفلورنسي وورثها جينيا، فيصنف الناس إلى أسياد وزبل. أما القصر فيُعد من تحف المدينة ونفائسها.
ثم قصر أوفيزي الذي اشتق اسمه من لفظ (اوفيسيز) بمعنى المكاتب فلقد أصبح متحفا بعدما كان المركز البريديّ الأول في العصور الوسطى.
ومن ثمّ قبضت بعيني النورس على واسطة عقد فلورنسا، إنها ساحة السادة، أو الأسياد.

وفي الساحة ذاتها ينتصب قرابة 30 تمثالاً من بينها نافورة «نبتون» ونسخة عن تمثال داوود، وكلها يكاد أن ينطق، كأنه يحجم عن ذلك إلا إذا واجهه انجلو بإزميله وحدّق فيه عن كثب وهو يصرخ: إنطق.

Plotinus - أفلوطين من مشروعنا مجلس الفلاسفة







Plotinus - أفلوطين من مشروعنا مجلس الفلاسفة

Saturday, February 10, 2018

The Weighing of the Heart - فرعونيات




  ندعوكم لمشاهدة هذا الفيديو عن الحضارة المصرية القديمة
#فرعونيات من انتاج #القرية_الإلكترونية في أبوظبي يقوم على رعايته واختيار مادته الشاعر الاماراتي محمد احمد السويدي

Monday, February 5, 2018

لا شيء أكثر حقيقية من أحلامنا





- أود أن أصدق بأن السينما سوف تنقذ العالم. السينما هي عالمي، وهي 
المدى لكل أسفاري.إني أبحث على الدوام عن المدينة الفاضلة، الصغيرة و السرية، التي سوف تسحرني. إني أبذل أفضل ما بوسعي للإيمان بالصلة الوثيقة لهذه الرحلات التي أقوم بها على نحو متواصل من خلال أفلامي.

- لست مبشرا ولا أريد أن أعلّم الناس. إني أحاول أن أجد طريقا من الهيولية إلى الضوء. نحن نعيش في أزمنة مضطربة حيث غياب القيم. حالة من الانقباض والكآبة ترافق التشوّش والارتباك. لكن الأسئلة التي يطرحها الناس على أنفسهم لا تزال هي ذاتها: من أين جئت، إلى أين أنا ذاهب؟.. أسئلة عن الحياة والموت والحب والصداقة والشباب والشيخوخة. أنا متشائم ومتفائل، على حد سواء، بشأن قدرتنا على إيجاد مخارج من اضطراب زمننا. لكنني، عميقا، أتمنى أن يتعلم الناس من جديد كيف يحلمون. لا شيء أكثر حقيقية من أحلامنا.
ثيو أنجيلوبولوس .

Friday, February 2, 2018

أشهر منزل في بيكر ستريت





من جورج ستريت حيث يسكن الوالد حفظه الله إلى مسجد ريجنت بارك حيث تُقام صلاة الجمعة التي يحرص على حضورها، سيكون عليه أن يقطع شارع بيكر ستريت.
ولأنّه الشّارع الذي يضمّ أحد أكثر المنازل شهرة، فلا بدّ من التّعرف على صاحب النُزُل 221 B ، إنّه المحقّق شارلوك هولمز.

ولكن لأبدأ ببيكر ستريت، فلقد ذُكر الشّارع لأوّل مرّة عام 1794، أو قبل صدور أوّل أجزاء رواية شارلوك هولمز بنحو 93 سنة. أمّا اسمه فهو مستمدّ من الرجل الذي كان وراء إنشائه وهو وليم بيكر الذي مهّد لإقامته منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر.

أمّا الأرض ذاتها التي هي الآن تعدّ سرّة لندن فلقد كانت تتبع إداريا مقاطعة ماريلبون التي يملكها السّير وليم بورتمان والذي ما يزال اسمه راسخ في مبنيين ودوّار هناك.

أمّا ذيوع اسم الشّارع اليوم فيعود لشخص لا علاقة له بذلك كلّه، إنه شارلوك هولمز بالطبع، وهو الرّجل الذي لم يوجد قطّ، والذي ما زال الناس يتقاطرون على منزله من أجل محاولة اكتشاف مكمن السّحر الذي خبأه في مكان ما من زوايا البيت.

شارلوك هولمز شخصيّة خياليّة ابتكرها الطبيب أرثون كونان دايل، وهو محقّق استشاري يتّخذ من لندن مقرّاً له، اشتهر بمهارته في استعمال التفكير المنطقي وقدرته على التنكّر والتمويه، إضافة إلى استخدام مهارته في الطب الشّرعي لحلّ أعقد القضايا. ظهر هولمز في 1887، ويمكننا أن نتعقّبه في الرّوايات الأولى وهي: الشريط القرمزي«A Study in Scarlet» وعلامة 4 «The Sign of Four» ووادي الخوف «The Valley of Fear» وما تلتها بعد ذلك من روايات قصيرة بلغ عددها 56 رواية.

ويستمد ّ شارلوك هولمز شخصيّته من شخصية البروفيسور جوزيه بلJoseph Bell الذي عمل في جامعة أدنبرة واكتسب شهرة واسعة في علوم الطب الشّرعي، كما كان شديد الذكاء وقادراً في برهة واحدة على خلق مقاربات عدّة لتفكيك الحالات التي تواجهه؟ وبعد نجاح باهر للرّوايات، والإقبال الجماهيري الذي فاق توقّعاته، قرّر دايل قتل هولمز وهكذا فعل في رواية المشكلة الأخيرة 1891، ولكنّه اضطر تحت ضغط الجماهير التي ساءتها تلك النهاية الى إعادة إحياء الشخصيّة من جديد، ولأنّ المنزل B 221 الوارد في الرّواية كان لبنك باركليز، فقد بدأ البنك بتلقي رسائل إلى شارلوك هولمز من المعجبين، فقرّرت الإدارة تخصيص سكرتيرة للرّد على الجمهور، ثم قامت الحكومة البريطانيّة بتخصيصه متحفاً يحتوي على كل ما يتعلّق بهولمز من مكتب، وملابس وأدوات وغير ذلك

عِقْدُ الفلورنسيّة وأصابع أجدادي





عِقْدُ «الفلورنسيّة» وأصابع أجدادي

|| #الرحلة_الإيطاليّة || #محمد_أحمد_السويدي
(Almasalik المسالك)

من متاحف «ميلانو» الرائعة متحف «بولدي بيتزولي»، وهو قصرٌ لجامعِ تحفٍ ثري اسمه «جان بولدي بيتزولي» أوصى أن تقدّم تركته من اللوحات إلى أكاديمية «بريرا»، أمّا المبنى فلقد تضرر كثيراً أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو مشيّد وفق الطراز الكلاسيكي الحديث، وافتتح في عام 1951م.
يشتمل المعرض على العديد من القطع الفنية الرائعة لِطَيفٍ من الفنانين...
فهل تتجوّل في «بولدي بيتزولي» من غير أن يعبر إليك «بوتشيللي» بعمله الرائع: "نحيب على المسيح الميت مع القديس"؟.. أو عمله الآخر: "مادونا والكتاب"؟ أما «مادونا» التي جعلها «بوتشيللي» تنهض ببهاءٍ وتحدِّق فيمن يتطلّع نحوها، وهي لفظة من مقطعين أولهما (ما) بمعنى أداة التملك لي، ولفظ (دونا) بمعنى السيدة. وهناك لوحة «ساحة في بادوا» لكانتللو، أما كانجليانو، فله «زفاف باخوس وأدريان».
ومن الأعمال التي يفخر المتحف باقتنائها تمثال «لورينزو بارتوليني»، ويمثّل مراهقة عارية تتعبّد.
والعري في هذا العمل تمثيلٌ للروحِ البشريةِ التي تضع ثقتها في المولى. وبالطبع، لا يخفى على المشاهد مافي هذا العمل من«إيروتيك». ولقد أثنى النقاد كثيراً على هذا العمل وحاز على إعجابهم. ولـ«بارتوليني» تمثال آخر لا يبتعد كثيراً عن هذا التمثال، سبق لنا رؤيته في متحف «اللوفر»، اسمه «الحورية والعقرب».
لا يقتصر المتحف على الأعمال الفنية، ففيه مجموعة نادرة من أنواع الساعات، والأسلحة، إضافة إلى بعض المقتنيات المتحفية الأخرى.
وبالرغم من توفّره على هذه المجموعة الواسعة والفريدة من الأعمال والمقتنيات، إلا أنّني ترددت عليه كثيرا بسبب عمل رأيته في زيارتي الأولى قبل نحو عشر سنوات، ولا زلت أتوق لرؤيته كلما زرت المدينة. إنّه بالنسبة لي المتحف ذاته وقد تمّ تقطيره في لوحة واحدة، أو كما لو أنّ الجمال جرى تكثيفه، فكانت هذه المرأة التي رسمها فنان معاصر لدافنشي اسمه «بيرو دل بولاليو»، عاش بين عامي (1443_1496). واللوحة تمثّل صورة شخصية لفتاة، أو «بورتريه» لامرأةٍ مجهولة، وتأخذني الريبة في أنّ السيّدة المجهولة بخيلة كذلك، بخيلة إلى حدّ أنها لم تسدّد ثمن اللوحة لـ«بيرو» فظلّت في عالم المجهول.
أما العقد اللؤلئِي الذي تزدان به ضفائرها وجيدها، فكلما رمقتُه تستجمع الحسرة أطرافها في صدري قبل أن أطلقها زفيراً طويلاً، فأقول ربما كان لأسلافي يدٌ فيه، بل اليد الطولى، ولعلهم انتخبوا لهذه السيّدة الفلورنسيّة الغامضة حبات عقدها من خليجهم الأزرق: شهورٌ من الكدح الذي يجعل الأجساد خيطيّة ضامرة، يستيقظون فجراً، ولا ينقطعون عن معانقة الماء حتى غروب الشمس، ويتعللون من الطعام بأقله، فلا تدخل جوفهم سوى حباتٍ قليلة من التمر وبعض القهوة، كل هذا في سبيل أنْ يجمعوا حبات العقد.
آه كم كابدَ أجدادنا من أجل تزيين هذا (الجِيد الميلاني) الذي لم أنقطع عنه منذ عشر سنوات، وكم شُكّت أصابع من الحبّات لتبعث البهجة في قلب هذه السيدة، فراحوا ولم يَفز أحدٌ منهم ولو بمحض نظرةٍ واحدةٍ منها.